البكاء على الميت بدون رفع الصوت جائز

البكاء على الميت بدون رفع الصوت جائز وهناك الكثير من الأحاديث النبويّة الشريفة التي دلت على ذلك، فالبكاء على الميت هو طبيعة بشريّة تحصل تلقائيًا عند حدوث حالة وفاة، وفي مقالنا التالي سوف نتحدّث عن جواز البكاء على الميت، وهل يعذّب هذا الميّت ببكاء أهله عليه.

البكاء على الميت بدون رفع الصوت جائز

بحسب أئمة وعلماء المسلمين، فإن البكاء على الميت بدون رفع الصوت العبارة صحيحة جائز شرعًا، وقد بكى الرسول صلى الله عليه وسلم على وفاة أبنائه كما جاء في الحديث النبوي الشريف عن أنس بن مالك عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (تَدمَعُ العَينُ ، ويحزنُ القلبُ ، ولا نقول إلا ما يُرضِي الربَّ ، واللهِ إنا بفُراقك يا إبراهيمُ لمحزونونَ)[1]، ووصف عليه الصلاة والسلام البكاء على الميت بأنه رحمة، ففي الحديث النبوي الشريف عن أسامة بن زيد قال:

(أمَرني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأتَيْتُه بابنةِ زينبَ ونَفْسُها تَقْعقَعُ كأنَّها في شَنٍّ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( للهِ ما أخَذ وله ما أعطى وكلٌّ إلى أجلٍ ) قال: فدمَعَت عيناه فقال له سعدُ بنُ عُبادةَ: يا رسولَ اللهِ أترِقُّ أوَلَمْ تَنْهَ عن البكاءِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( إنَّما هي رحمةٌ جعَلها اللهُ في قلوبِ عبادِه وإنَّما يرحَمُ اللهُ مِن عبادِه الرُّحماءَ )[2]، وأما المحرّم في البكاء على الميّت، فهو النياح، ولطم الخد، وشق الثياب، والبكاء المقرون بالنواح، فالبكاء بدمع العين من دون أن يرافق ذلك صياح ونواح، أو اعتراض على أمر وقدرة الله تعالى، هذا جائز شرعًا.[3]

شاهد أيضًا: حكم النياحة على الميت

هل الميت يعذب ببكاء أهله عليه

رأى جمهور العلماء المسلمين أن الميّت يُعذّب إذا أوصى أن يبكي وينوح أهله عليه بعد موته، وهذا تفسير الحديث النبوي الشريف  عن عائشة أم المؤمنين عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:

(إنَّ الميِّتَ يعذَّبُ ببُكاءِ أَهلِهِ عليْهِ)[4]، وأنكرت عائشة أم المؤمنين، أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم قال بأن بكاء أهل الميت عليه يعذّبه في قبره، ولكن مرّ عليه الصلاة والسلام على قبر امرأة يهوديّة، فوجد أهلها يبكون عليها فقال: (إنَّهُمْ لَيَبْكُونَ عَلَيْهَا وإنَّهَا لَتُعَذَّبُ في قَبْرِهَا)[5]، وإنما كانت المرأة تُعذّب ليس لبكاء أهلها عليها، ولكن لأنها كافرة، والأفضل الإكثار من الدعاء والصدقة والاستغفار على الميت، وهذا ما ينفعه بعد موته.[6]

وفي نهاية المقال نكون قد تعرّفنا إلى مشروعيّة البكاء على الميت بدون رفع الصوت جائز ، وتعرّفنا إلى السؤال المتداول بين العديد من المسلمين إلا وهو، هل الميت يعذّب ببكاء أهله عليه.