نشأ الشعر الجاهلي وتم بناؤه في وادي نجد والحجاز، ومناطق شمال الجزيرة العربية في البادية، والتي كانت مصدر أبرز وأعظم الشعراء العرب على الإطلاق.
الشعر الجاهلي
هو الشعر الذي يصف الحياة في العصر الجاهلي، والمعارك، والأخلاق، ويتحدث عن أفكار الجاهلية دون تجميل أو تغيير، وقد ظهر الشعر الجاهلي عند العرب في العصر الجاهلي قبل بدء الدعوة الإسلامية.
ويعتبر الشعر الجاهلي توثيقًا ومصدرًا موثوقًا للحياة في الجاهلية قبل أن تأتي الدعوة الإسلامية، كما تم الاعتماد عليه في وضع بعض قواعد وقوانين اللغة العربية والشعر.
خصائص الشعر الجاهلي
من أبرز الخصائص التي تمتع بها الشعر الجاهلي:
- اتصل الشعر الجاهلي بحياة البادية بشكل كبير، كما كان لها صلة بالبيئة والطبيعة؛ حيث صوّر الشعراء في شعرهم كيف تبدو البيئة والمناخ، وتحدثوا عن القوافل، والبيوت البدوية، ونظام المجتمعات البدوية.
- يعتبر الشعر الجاهلي واضحًا وواقعيًا؛ حيث أوضح الكثير مما يتعلق في العصر الجاهلي، وطبيعة الأشخاص والمجتمعات بوضوح وبساطة.
- لم يحتوي الشعر الجاهلي على الكثير من التأمل أو الإطالة، واهتم الشعراء بالعصر الجاهلي بالإيجاز بالقول والسرعة في الوصف.
- الصور الشعرية بالشعر الجاهلي تميزت بالحركة والتكلّف؛ حيث أنها مفعمة بالحياة.
- التزم الشعراء بالعصر الجاهلي في مجموعة من التقاليد والقوانين المحددة في القصائد مثل الوقوف على الأطلال، أو خطاب الآثار، أو البكاء.
- اعتنى الشعر الجاهلي بالألفاظ كثيرًا؛ حيث كان الشعراء يستخدمون الألفاظ بعناية شديدة للتعبير عن معنى محدد، وحتى تؤدي غرضها.
- تمتع الشعر الجاهلي بتحقيق الجرس الموسيقي في مقاطع القصيدة كاملة تقريبًا.
- المحسنات البديعية في الشعر الجاهلي كانت منتشرة بشكل كبير؛ حيث استخدم الشعراء المبالغة، والاستعارة، والتشبيه، والكناية، والسجع، وغيرها.
- استُخدم الشعر الجاهلي حتى يخدم أغراض عديدة مثل الوصف، والفخر، والرثاء، والغزل، والحكمة، والمدح، والاعتذار.
أبرز شعراء العصر الجاهلي
تميّز الشعراء بالعصر الجاهلي ومن كتبوا وأنشدوا الشعر الجاهلي بأنهم من ذوي النباهة والفصاحة، والبلاغة في القول، ومنهم:
عنترة بن شداد
وهو عنترة بن شداد العبسي من عبيد الجاهلية، ومن فرسانها، وهو من أشهر الشعراء العرب، واشتهر بشعر الفروسية، وبشعر الغزل في ليلى، ومن أجمل الأبيات الشعرية التي كتبها:
يا عَبلَ إِنَّ هَواكِ قَد جازَ المَدى ** وَأَنا المُعَنّى فيكِ مِن دونِ الوَرى
يا عَبلَ حُبُّكِ في عِظامي مَع دَمي ** لَمّا جَرَت روحي بِجِسمي قَد جَرى
امرؤ القيس
وهو امرؤ القيس بن حجر بن الحارث الكندي، وأبرز وأشهر شعراء العصر الجاهلي، ويعرف بـ “أبو الحارث”، وهو صاحب أبيات الشعر الشهيرة:
قفا نبك من ذِكرى حبيب ومنزل ** بسِقطِ اللِّوى بينَ الدَّخول فحَوْملِ
فتوضح فالمقراة لم يَعفُ رسمها ** لما نسجتْها من جَنُوب وَشَمْأَلِ
ترى بَعَرَ الأرْآمِ في عَرَصاتِها ** وقيعانها كأنَّهُ حبَّ فلفلِ
كأنَّي غَداةَ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَلّوا ** لدى سَمُراتِ الحَيّ ناقِفُ حنظلِ