من صلاهما دخل الجنة؟ معلومٌ أنَّ للصلاة مكانة كبيرة في الشرع الحنيف، وقد بيَّن النبيُّ صلى الله عليه وسلم أنَّها ركنٌ من أركان الإسلام، وقد بيَّن أنَّ فريضتين من الفرائض الخمس، تعدَّان سببٌ من أسباب دخول الجنة، فما هاتين الفريضتين؟ وبم تُسميان؟ وهل يقتصر فضلهما على ذلك؟ كلُّ هذه الأسئلة سيجد القارئ الإجابة عليها في هذا المقال الذي يطرحه .
من صلاهما دخل الجنة
لقد بيَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّ صلاة البردين سببٌ من أسباب دخول الجنة، وقد جاء ذلك في الحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه حيث قال: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَالَ: مَن صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ)،[1] وصلاة البردين هما صلاة الفجر والعصر، ويرجع سبب تسمية هاتين الصلاتين بهذا الاسم إلى أنَّ صلاة الفجر تقع في أبرد ما يكون من الليل، وكذلك صلاة العصر فإنَّها تقع في أبرد ما يكون من النهار.[2]
شاهد أيضًا: ماهي صلاة البردين
فضل صلاة البردين
لا يقتصر فضل صلاتي الفجر والعصر على أنَّهما سبب من أسباب دخول الجنة، بل بيَّن النبيُّ الكريم عددٌ من فضائل إقامتهما، وفيما يأتي بيان ذلك:
- أنَّ صلاتهما سبب من أسباب نجاة المسلم من النار، ودليل ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَقَبْلَ غُرُوبِهَا، يَعْنِي الفَجْرَ وَالْعَصْرَ).[3]
- أنَّهما سبب من أسباب رؤية الله عزَّ وجلَّ يوم القيامة، ودليل ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كما تَرَوْنَ هذا القَمَرَ، لا تُضَامُّونَ في رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أنْ لا تُغْلَبُوا علَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا).[4]
- أنّهما سبب من نيل العبد لشهادة الملائكة، ودليل ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلَائِكَةٌ باللَّيْلِ ومَلَائِكَةٌ بالنَّهَارِ، ويَجْتَمِعُونَ في صَلَاةِ الفَجْرِ وصَلَاةِ العَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ وهو أعْلَمُ بهِمْ: كيفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فيَقولونَ: تَرَكْنَاهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ، وأَتَيْنَاهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ).[5]
وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان من صلاهما دخل الجنة، وفيه تمَّ بيان أنَّ هاتين الصلاتين هنَّ: صلاة الفجر والعصر، وتُسمَّيان بصلاة البردين، كما تمَّ بيان فضائل هاتين الصلاتين كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.