أكد الدكتور سليم عبدالرحمن، الخبير التربوى، أستاذ المناهج وطرق التدريس بكلية التربية – جامعة حلوان، أن التخصصات الجديدة المتاحة حالياً فى الجامعات أنهت أسطورة كليات القمة التى تم تضخيمها خلال السنوات الماضية.
وقال «عبدالرحمن»، فى حوار لـ«الوطن»، إن استراتيجية الدولة فى التعليم تركز على التنوع لتخريج كوادر متميزة والبرامج الدراسية المتطورة مثل «النانو والطاقة والذكاء الاصطناعى وعلوم الحوسبة والبرمجات والتخصصات الطبية الفريدة» وهذا خير شاهد على تطوير منظومة التعليم.. وإلى نص الحوار:
ما تعليقك على مفهوم كليات القمة؟
– مفهوم كليات القمة اختلف خلال العصر الحالى، ويجب على الجميع أن يتفهم ذلك لأن مصر تشهد حالياً طفرة كبيرة وغير مسبوقة فى التعليم الجامعى وما قبل الجامعى، ولعل الاستراتيجية التى تبنتها الدولة مؤخراً تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى من أجل تطوير منظومة التعليم خير شاهد على ذلك من الكليات والتخصصات الجديدة والبرامج الدراسية المتطورة ككليات النانو والطاقة والذكاء الاصطناعى وكليات علوم الحوسبة والبرمجيات وكليات التخصصات الطبية الفريدة.
ومفهوم كليات القمة من وجهة نظرى فى ظل التطور الذى نشهده بمختلف الجامعات وتنوعها وإتاحتها يؤكد انتهاء فكرة كليات القمة وغيرها من المصطلحات التى تعودنا عليها وساهمت فى اندثار الآلاف من المواهب والقدرات والعباقرة بمختلف التخصصات و«بنشوف طالب يكون متفوق رياضياً وشاطر فى تخصص معين، ومن أجل تلبية رغبات أهله يلتحق بتخصص أو كلية غير مناسبة لمهاراته».
وهل الكلية بالمجموع المؤهل لها؟
– لا طبعاً ليست الكلية بمجموعها، والدليل أن الكثير من العلماء والمتفوقين التحقوا بكليات لا يطلق عليها مصطلح كليات القمة كما يقولون، وأصبحوا علماء ونابغين وحصلوا على جوائز قيمة كجائزة نوبل، ومنهم العالم أحمد زويل، خريج كلية العلوم، ونجيب محفوظ، كلية الآداب، والكليات ليست بالمجموع ولكن بقدرات وإمكانيات وعزم الطالب على استكمال مسيرة نجاحه هى الفيصل، والجميع يشهد ظهور الكثير من المتفوقين والمتميزين بمختلف المجالات.
أنصح الطلاب باختيار الكلية المناسبة لمتطلبات سوق العمل محلياً ودولياً وبذل قصارى جهدهم للتميز
وماذا عن توجيهاتك للأسر وأولياء الأمور فيما يتعلق باختيار الكليات؟
– يجب على أولياء الأمور الحديث مع أبنائهم حول إمكانياتهم وقدراتهم للتعامل مع التخصصات بعينها، ويجب تشجيع الطلاب على اختيار الكليات التى تتناسب والإمكانيات والقدرات والمواهب، والأمر المهم هو ضرورة عدم الأخذ بفكرة كليات القمة ومعتقد أن «ابن الدكتور بيطلع دكتور وابن التاجر بيكون تاجر»، ويجب علينا جميعاً أن ندرك ما تبذله الدولة من جهود لتوفير التخصصات العلمية المختلفة التى تتماشى مع متطلبات سوق العمل إقليمياً ودولياً، وعلى الطالب أن يختار الكلية التى تناسبه ويبذل قصارى جهده للتميز واستكمال مسيرته العلمية القائمة على المواهب والقدرات والمعرفة.
كيف يجعل الطالب من الكلية التى التحق بها كلية قمة؟
– بالتفوق والتميز، وأن يكون مفيداً لمجتمعه سواء داخل الجامعة أو خارجها، وأن يكون نواة لمشروع تقدم ونمو وازدهار بأفكاره ورؤيته ونجاحه وتميزه، وكما قلنا لا توجد كلية قمة، والتفوق واستغلال الإمكانيات للكلية بمختلف التخصصات العلمية عنصر رئيسى للتميز، ويجب على الطالب أن يستغل فترة وجوده بالكلية فى بناء قدراته وإمكانياته العلمية والبحثية بما يسهم فى أن يكون قادراً ومميزاً ومنافساً بقوة فى سوق العمل مع ضرورة تنمية المهارات اللغوية واستغلال فرص الكليات فى التدريب والتطوير.
وما روشتة نجاح الطلاب فى المرحلة الجامعية؟
– الدراسة بالمرحلة الجامعية مرحلة انتقال من التبعية والالتزام بمنهج ونص دراسى معين خلال مرحلة الثانوية العامة والالتزام بالمقرر، إلى مرحلة إثبات الذات والبحث عن كل معلومة من مصادرها المختلفة دون التقيد بمنهج أو نمط معين، فالدراسة الجامعية مستمرة على مدار وجود الطالب بالجامعة ومرتبطة مع بعضها، بخلاف ما قبل الجامعى التى تنتهى بانتهاء العام الدراسى الواحد.
وفى الحياة الجامعية، للطالب حياة جديدة تتمثل فى أصدقاء وعلاقات وتعارف ومرحلة بناء شخصية جديدة يعتمد فيها الطالب على ذاته، ويتعامل بفكره وأسلوبه.
تطوير المنظومة
الدولة انتهجت خلال الفترة الأخيرة منذ تولى الرئيس السيسى استراتيجية كبيرة فى تطوير منظومة قطاع التعليم الجامعى وما قبل الجامعى، خاصة ما يتعلق بالإتاحة والتنوع لجميع التخصصات العلمية، ولعل وجود الجامعات الأهلية الجديدة والجامعات التكنولوجية والجامعات الدولية والجامعات الخاصة ووجود البرامج الدراسية الجديدة خير دليل على ذلك.