حظيت القاهرة بوجود منشآت معمارية أثرية، منها الأسبلة، التي كانت توجد في الأسواق والأحياء التجارية، تستخدم لتخزين الماء العذب من النيل، وإمداد الماره به، وهي منشأة خيرية عرفت عند كل الأديان، وتنافس السلاطين والحكام والأمراء وأهالي الخير والأثرياء فى إنشائها، كنوع من الصدقة الجارية.
وانتشرت الأسبلة، في شوارع القاهرة، مثل المعز، الصليبة، وحي الجمالية، الغورية، التبليطة، وحي السيدة زينب، شارع البتانة، وغيرها من الأماكن، وكان الجزء العلوي من الأسبلة، يستخدم كُتاب لتعليم الصغار القراءة وتحفيظ القرآن الكريم.
واستعرض تقرير لمحافظة القاهرة، أبرز الأسبلة كما يلي:
سبيل خسرو باشا
أنشأ خسرو باشا الوالي العثماني على مصر عام 1535، السبيل في شارع المعز، أمام مجموعة السلطان قلاوون، وهو مستقل وغير ملحق بأبنية أخرى، له أكثر من واجهة، الواجهة الشمالية الغربية المطلة على شارع المعز، والشمالية الشرقية المطلة على الإيوان الشمالي الغربي للمدرسة الصالحية، والسقف مغطى بخشب مسطح ومزخرف بنقوش ملونة، يرتكز السقف على إزار خشبي عريض، به كتابات بخط النسخ على أرضية نباتية، نصها «بسم الله الرحمن الرحيم.. ثم آية الكرسي، ثم صدق الله العظيم وصدق رسوله الكريم سيدنا محمد».
سبيل محمد علي بالعقادين
على رأس حارة الروم المتفرعة من شارع المعز لدين الله بحي الغورية، تقع تحفة معمارية أخرى، وهي سبيل محمد علي، أنشأه الوالي محمد علي باشا صدقة على روح ابنه الأمير أحمد طوسون باشا، الذي توفى متأثرا بمرض بالطاعون عن عمر يناهز 22 عاما، وأنشأ محمد علي هذا السبيل في شكل معماري متميز، يحاكي طراز الأبنية في إسطنبول.
سبيل وكُتاب نفيسة البيضاء
يوجد فى حي الغورية بالقاهرة، بالقرب من باب زويلة، أنشأته نفيسة البيضا معتوقة وزوجة على بك الكبير في آواخر العصر العثماني، وبعد وفاة علي بك تزوجت نفيسة البيضا من مراد بك، وحظيت بمنزلة كبيرة عند المصريين، لدعمها للشعب وتقديمها العون لهم عند قدوم الحملة الفرنسية على مصر، فضلا عن حبها للخير، فأنشأت مجموعة خيرية تتكون من سبيل يعلوه كُتاب ووكالة تجارية، بها محال تؤجر، ويستغل ريعها للصرف على السبيل والكُتاب.