التغيرات المناخية باتت تهدد أمان واستقرار العالم عامة، والقارة الأفريقية خاصة، إذ تعد موجات الحر الشديدة التي ضربت معظم أوروبا بمثابة تذكير بالحاجة الضرورية للعمل العالمي المتضافر لمعالجة تغيّر المناخ، الذي يؤثر على جميع مناطق العالم.
وتشمل الظواهر المناخية القاسية كل من «حالات الجفاف الأكثر تواترا وشدة، الفيضانات، موجات الحر»، وغيرها من التأثيرات الناجمة عن المناخ، بما في ذلك التصحر المتسارع، وتآكل السواحل الذي يتسبب في دمار اقتصاد الدول، بحسب ما قاله الدكتور السيد صبري، استشاري التغيرات المناخية والتنمية المستدامة.
القارة الأفريقية الأكثر تأثيرا بالتغيرات المناخية
وحول تفاصيل تأثير التغيرات المناخية على قارة أفريقيا، أضاف استشاري التغيرات المناخية في تصريحات لـ«الوطن» أن القارة الأفريقية هي الأكثر تأثرا بالتغيرات المناخية، إذ تعد الموجات الحارة والعواصف الترابية والرملية من أبرز مظاهر ذلك التغير الخطير.
أوضح أن ارتفاع درجة حرارة الأرض يؤثر على المحاصيل الزراعية، التي من الممكن أن تتلف في درجات الحرارة القياسية، بالإضافة إلى تأثيرها على صحة الأفراد «الارتفاع الكبير في درجات الحرارة يؤدي إلى ارتفاع الرطوبة، الأمر الذي يوفر بيئة حاضنة للملاريا وغيرها من الحشرات التي تسبب العديد من الأمراض، والإصابة بضربات شمس لكبار السن ما يؤدي إلى الوفاة».
التأثير على الأمن الغذائي
وأشار إلى أن التأثير على النواحي الصحية يشمل أيضا النقص في التغذية والأمن الغذائي، موضحا: «تلف بعض المحاصيل الزراعية نتيجة ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى سوء في التغذية لعدم توفرها».
وتابع: «التغيرات المناخية تؤدي إلى تغير في سقوط الأمطار، إذ سيكون هناك أمطار في أماكن غير متوقعة والعكس، ومن هنا يبدأ التصحر بسبب التغير في توزيع الموارد المائية».
خفض انبعاثات الأنشطة المتسببة في تغير المناخ
وحول منتدى التعاون الدولي والتمويل الانمائي، قال استشاري التغيرات المناخية إنه يلقي الضوء تمهيدا لمنتدى «كوب 27» المقرر إقامته في مدينة شرم الشيخ خلال شهر نوفمبرالمقبل، وذلك لمناقشة المشكلات المتفاقمة للتغيرات المناخية «لا بد من الدول الصناعية الكبرى أن تفي بوعدها للدول النامية بدعمها وتقديم المساعدة للتكيف في ظل تلك التغيرات، بالإضافة إلى خفض انبعاثات الأنشطة المتسببة في تغير المناخ».