«أبيض منور على عوده.. يحيي الأمل عند وجوده».. هكذا يدندن إبراهيم عبدالجواد، أحد المزارعين بمحافظة الغربية، قبل بزوغ شعاع الشمس في الصباح، إذ يحرص على الاستيقاظ مبكرا، هو وزوجته وأبناؤه الثلاثة، ليستقلوا عربة «الكارو» إلى الحقل، استعدادا لاستئجار العمالة، وبدء جني محصول القطن: «النهارده جيت ومعايا أسرتي، عشان نجمع القطن على رأس الغيط، قبل ما يسقط على الأرض».
المزارع صاحب الـ65 عاماً أكد لـ«الوطن» أن فرحة الفلاحين هذا العام بالقطن لم يعهدوها منذ 20 عاما وأكثر: «أخيراً الفلاح لقى الاهتمام من الدولة بمحصول القطن، بقالنا أكتر من 20 سنة ما فرحناش بحصاد القطن، السنة دي البلد مهتمة بتسويقه فى حلقات المزاد، ورجعت لقنطار القطن سعره الحقيقى».
مزارعو الغربية وكفر الشيخ: «أخيرا لقينا اهتمام».. وعدنا للزمن الجميل
قال محمد عبدالوارث، أحد مزارعى «الغربية»، إن الاهتمام بمحصول القطن هذا العام جعل مئات المزارعين يفكرون بشكل جدّى فى زراعته العام المقبل، خصوصاً أن سعر القنطار يتجاوز هذا العام 6 آلاف جنيه، وهو عاد بالفلاح إلى الزمن الجميل عندما كان يعتمد على محصول القطن فى زواج أبنائه وسداد ديونه.
الدكتور خالد أبوشادى، وكيل وزارة الزراعة بالغربية، قال إن موسم الحصاد بالمحافظة سيبدأ بعد 15 يوماً، نظراً لطبيعتها الجغرافية، وإن أسعار القطن ارتفعت أضعاف ما كانت عليه فى السابق: «الغربية مستعدة للموسم بـ19 حلقة مزاد للقطن طويل التيلة فى مختلف المراكز والقرى، والدولة تولى اهتماماً كبيراً بمحصوله بعد توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بإزالة جميع العقبات والصعوبات التى تواجه الفلاح، للحصول على أفضل إنتاجية من المحاصيل الزراعية، مع العمل على تسويقها بالشكل الصحيح، بما يضمن أعلى سعر للفلاح».
وأشار «أبوشادى» إلى أن زراعة محصول القطن هذا العام زادت 5 آلاف فدان عن العام الماضى بالمحافظة لتبلغ 17 ألف 281 فداناً، متابعا: «الغربية تتميز بزراعة القطن طويل التيلة لطبيعتها الجغرافية، والسعر المتوقع لقنطار القطن هذا العامل يصل إلى 6155 جنيهاً، بزيادة 1000 جنيه عن محافظات الوجه القبلى، لأن القطن بها قصير التيلة».
وفى محافظة كفر الشيخ، تعانق الزغاريد آفاق السماء فرحاً بجنى القطن، إذ يعد أهم مصدر دخل للمزارعين، أو كما يلقبونه بـ«فاتح البيوت».
الإنتاجية الكبيرة فى المحصول سببها دعم الحكومة
قال عبده صلاح، مزارع من أبناء كفر الشيخ، لـ«الوطن»، إنه مع بدء موسم جنى القطن يعم الخير وتطلق الزغاريد، فرحاً بـ«موسم السعادة»، الذى يعود على المزارعين بالربح الوفير، خصوصاً بعد الأسعار المجزية لبيعه واهتمام الدولة.
ويشاركه فى الرأى عبدالعزيز عبدالسلام، مزارع من أبناء المحافظة: «القطن الآن أعاد لنا ذكريات الماضى وفترة السبعينات وما بعدها، عندما كان على عرش الزراعات المصرية»، لافتاً إلى أن إنتاجية الفدان تصل الآن إلى 14 قنطاراً، وسعر القنطار جيد يتخطى الـ5200 جنيه.
يتابع «عبدالسلام»: «أمر يفرحنا لما نشوف محصول جاب إنتاجية عالية، وهناك اهتمام كبير من الدولة بدعم الفلاح فى ظل توجيهات الرئيس السيسى، وهذا العام هو عام الفلاح المصرى ليس تكريماً له، بل لما نشاهده من لوزات القطن التى تزدهر بالحقول بكثافة وتتمايل على أعواد القطن».