قالت الدكتورة نعيمة القصير ممثلة منظمة الصحة العالمية في مصر، إن المنظمة تعمل بصورة مكثفة مع وزارة الصحة والرئاسة المصرية لمؤتمر المناخ في عدد من الملفات، من بينها الإعداد لمبادرة التغذية والمناخ التي سيتم إطلاقها خلال المؤتمر، والتي تضع رؤية شاملة للتعامل مع الأزمة المرتبطة بصورة كبيرة بتغير المناخ والسلوكيات الغذائية الخاطئة، حيث يعاني من سوء التغذية 882 مليون شخص حول العالم.
مخاطر على السيدات والأطفال من تغير المناخ
وأضافت ممثلة الصحة العالمية في تصريحات لـ«الوطن»، إلى أن المخاطر الصحية المترتبة على التغيرات المناخية، تزيد تأثيراتها على السيدات والأطفال وكبار السن، وبخاصة مع الأحداث المناخية العنيفة من موجات الحر الشديد والجفاف وحرائق الغابات والفيضانات والسيول، بخلاف الأمراض والأوبئة المنقولة بواسطة الحشرات والتي تزيد بسبب اختلال هطول الأمطار، ومن بينها الملاريا وحمى الضنك وفيروس زيكا والحمى الصفراء وغيرها. فضلاً عن التأثيرات المتزايدة لتغير المناخ على الصحة النفسية للأفراد، بانتشار الاضطرابات النفسية من القلق والاكتئاب وغيرها.
وأشار ت إلى أن هذه المخاطر تحتم علينا جميعًا التكاتف لمواجهة تغير المناخ على مختلف الأصعدة، مؤكدة أن الأمن الصحي يعد مسؤولية مشتركة بين الأفراد والدول والحكومات ومنظمات المجتمع المدني، ويمكن إحداث تأثير إيجابي كبير من خلال تبني عادات يومية صديقة للبيئة على مستوى الأفراد.
مفهوم الصحة العالمية
ولفتت إلى أن مفهوم الصحة وفقًا لمنظمة الصحة العالمية يعني اكتمال السلامة بدنيًا وعقليًا واجتماعيًا، وليس فقط انعدام المرض، كما أن التغيرات المناخية زادت من الحاجة إلى تبني مفهوم الصحة الواحدة، والذي يعني ترابط صحة الإنسان والحيوان والنبات لارتباط وتداخل عوامل التأثير بينهم.
وأكدت ممثلة الصحة العالمية، أهمية محور التخفيف بالقطاع الصحي الذي يؤثر بشكل بالغ في قضية المناخ، فالانبعاثات الناجمة عن القطاعات الصحية حول العالم تصل إلى 7% من إجمالي غازات الدفيئة الصادرة عن مختلف الأنشطة، وهذا ما نساعد الأنظمة الصحية على مواجهته بالعمل على تحسين المنشآت الصحية وتعزيز سبل الانتقال إلى الطاقة النظيفة في القطاعات الطبية، فضلاً عن منظومة إدارة المياه بهذه المنشآت، موضحة «نعمل حاليًا مع وزارة الصحة على إرساء معايير الاستدامة بمستشفيات شرم الشيخ لتصبح منشآت خضراء».