«عظيمات مصر» وصف أطلقه الرئيس عبدالفتاح السيسى على أمهات وزوجات الشهداء لما قدّمنه من تضحيات وتحمل مسئولية مضاعفة عن أسرهن ورعاية أبنائهن، وباتت وراء كل سيدة منهن قصة كفاح تكشف عن الجانب الآخر للمقاتل وأسرته.
وبحسب نجلاء سامى، زوجة الشهيد عامر عبدالمقصود نائب مأمور قسم شرطة كرداسة، الذى استشهد فى اقتحام قسم كرداسة 14 أغسطس 2013، فإنها كانت تدرك حجم المسئولية الملقاة عليها بعد وفاة زوجها، فهى تحمل اسمه ولابد أن تكون على قدر هذه المسئولية الكبيرة.
وأضافت فى حديثها لـ«الوطن» أنها اعتنت بابنيها «أحمد» و«علاء» ليعبرا الأزمة النفسية بعد استشهاد والديهما والتمثيل بجثمانه، ونجحت فى ذلك وتخرج «أحمد» من الجامعة بنجاح وتفوق، بينما لا يزال علاء فى السنة الدراسية الأخيرة له.
زوجة الشهيد عامر عبدالمقصود: لم أستسلم لضغوط الحياة وخرجت للعمل
وذكرت زوجة الشهيد أنها لم تستسلم لضغوط الحياة وخرجت للعمل من أجل رعاية أسرتها وعملت فى الإدارة العامة للعلاقات الإنسانية بوزارة الداخلية، رغم أنها لم تكن تعمل منذ تخرجها عام 1992 لرغبة زوجها فى تفرغها للأسرة، واستطاعت التوفيق بين العمل ورعاية الأبناء وأصرت على خوض تجربة الدراسات العليا وحصلت على دبلومة من جامعة القاهرة فى الدراسات العليا ودرجة الماجستير من الأكاديمية البحرية. وتابعت زوجة الشهيد أنها من خلال عملها بالإدارة يمكنها مساعدة أسر الشهداء بشكل كبير لأنها واحدة منهن عاشت المرارة وتحملت الألم واستطاعت أن تقف صامدة وصابرة لتكمل المسيرة مع أبنائها.
القاسم المشترك بين زوجات وأمهات الشهداء هو الطاقة الإيجابية وتعزيز الانتماء للوطن، وعن ذلك تحدثت أيضاً شيرين عبدالرحمن زوجة الشهيد هشام عزب الذى استشهد فى ميدان المحكمة فى مصر الجديدة إثر عبوة ناسفة فجرتها عناصر إرهابية عن بُعد استهدفته عام 2015، وقت أن كان يتولى منصب رئيس وحدة مرور النزهة، وتحملت مهمة صعبة وشاقة، هى رعاية 3 بنات وكانت الصغرى «فرح» وقت استشهاد والدها عمرها 9 أشهر فقط.
زوجة الشهيد هشام عزب: دعم الرئيس كان السبب الرئيسي في منحنا طاقة إيجابية وحب الوطن
وأضافت زوجة الشهيد «عزب» أن دعم الرئيس لأسر الشهداء كان السبب الرئيسى فى منحهن طاقة إيجابية وحب الوطن، وأنها كانت تتحدث مع بناتها عن دور والدهن فى التضحية للوطن وأن ما قدمه هو الحفاظ على الوطن بالدم وأنهن مستمرات فى حب الوطن والدفاع عنه أيضاً وأنها خرجت للعمل فى إدارة اتصالات الشرطة بوزارة الداخلية بعد استشهاد زوجها فهى حاصلة على بكالوريوس تجارة جامعة عين شمس.
وتابعت زوجة الشهيد «عزب» فى حديثها لـ«الوطن» أنها واصلت تحمل المسئولية بمفردها بعد استشهاد زوجها، خاصة أن ابنتيها الكبريين «جنة وشهد» كانتا مرتبطتين بوالدهما بشكل كبير وكان يوصلهما إلى المدرسة بنفسه يومياً، ويساعدها فى رعايتهما وأنها تحملت المسئولية ونجحت فى التحاق ابنتها الكبرى بكلية الإعلام مثلما كان يرغب والدها بينما ابنتها الثانية «شهد» فى الثانوية العامة وتسعى لدخول كلية الطب لتحقيق أمنية والدها بينما الصغيرة «فرح» فى الصف الثالث الابتدائى.
وقالت سعاد على يوسف، والدة الشهيد محمد أبوشقرة، إن الدولة تحتفى بالشهداء تكريماً لهم وأنها لن تنسى يوم استشهاده فى 9 يونيو 2013 بسيناء، وأضافت والدة أبوشقرة لـ«الوطن» أنها ما زالت تقاسى نفسياً من غياب ابنها عنها، وتقاوم هذا الشعور باستمرار، وتابعت قائلة إنها رأته فى المنام يعاتبها على بكائها ويطلب منها مسح دموعها وغسل وجهها، مؤكدةً أنّه كان دائم الرفض للزواج ووافق بصعوبة بالغة وهو فى الثلاثين من عمره، حيث كان دائماً يقول لهم «لا أريد أن أترك زوجة أرملة أو ابناً يتيماً، لذلك فسخ خطبته قبل الفرح وقبل استشهاده بشهر قائلاً يا ماما أنا مستريح كده».
وعن يوم استشهاده، قالت والدة «أبوشقرة» إنها كانت دائمة الاطمئنان على ابنها نظراً لوجوده فى العريش ولخوفها الشديد عليه، مؤكدةً أنّها تلقت منه 3 اتصالات هاتفية فى يوم استشهاده، وكأنّه كان يودعها، وكان يمزح معها فى كل مكالمة وطلب منها فى نهاية آخر مكالمة الدعاء له.