«بص شوف مين.. يا وعدي».. بوجه طفولي وابتسامة خالصة خالية من التصنع، دخل قلوب كل من رأوه، أو شاهدوا مشهدا له، عاصروه في أوج ألقه أم لم يعاصروه، يقف أمام الكاميرا فتسأل نفسك، كيف لهذا الوجه البريء أن يضحكنا أو يؤثر فينا؟ ما أن يتحدث حتى يغرقك في مياه المحبة والسعادة.
عرفنا جورج أبيس سيدهم، سيدًا على عرش الكوميديا، ألفناه وألفنا وأحببنا وقفته بجانب صاحبيه، «سمير» و«الضيف» في ثلاثي أضواء المسرح، ولد فيمثل هذا اليوم 28 مايو 1938، بمدينة جرجا بمحافظة سوهاج، وتخرج في كلية الزراعة بجامعة عين شمس، حتى أنه حصل على الماجستير، حتى ندهته نداهة الفن، فلبى نداءها محبا طائعا.
عمل بعد تخرجه موظفا بفرق التليفزيون المسرحية، ثم بفرقة «ثلاثي أضواء المسرح» التي أصبحت ملء السمع والبصر منذ تأسيسها. جاب الدنيا رفقة صاحبيه بالفرقة محدثون طفرة فنية كبيرة كان لـ«سيدهم» وزنا لا ينكره أحد.
لمعوا في أول فوازير لرمضان من إخراج محمد سالم، وشارك مع الفرقة في بطولة عدد كبير من الأفلام والمسرحيات، وعقب وفاة الضيف أحمد استمر الثنائي سمير وجورج في العمل معا لسنوات حتى اتجه سمير للعمل منفردا، وكانت مسرحية «المتزوجون» هي درة تاج التعاون بينهما.
رمته الدنيا بسهمها الغادر في بداية حياته بوفاة رفيق دربه «الضيف أحمد»؛ فنعاه في آخر مشهد من فيلم «لسنا ملائكة» الذي لم يكمله «الضيف» وعرض عام 1970.
كان مضربا عن الزواج ويراه مشروعا فاشلا إلى أن أسرت قلبه الصيدلانية ليندا مكرم، وذلك بعد أن تجاوز الخمسين من عمره؛ والتي عاشت معه 24 سنة كاملة مرض فيها 20 سنة.
أصابته الدنيا بسهمها الغادر للمرة الثانية، وذلك بعد جلطة في المخ أصابته بشلل نصفي عام 1997، بعد خلاف مع شقيقه، لتعيش زوجته محبة وممرضة وطبيبة لحبيبها.
يصفه كل من رآه في سنواته الأخيرة أنه ظل محتفظا بنفس الابتسامة الطفولية التي عاش بها سنوات شبابه، وأنه فارق الدنيا راضيا، في 27 مارس 2020، عن عمر يناهز 82 عاما، بعد تركة فنية كبيرة وابتسامة رائقة وحزن دفين.