ألقاب كثيرة حظى بها الفنان الكبير جورج وسوف، على مدار مشواره الفني الذي بدأه مراهقًا صغيرًا، حتى أصبح واحدًا من نجوم الغناء في مصر والعالم العربي، من بينها، «سلطان الطرب»، الذي أصبح لقبًا يقترن به أينما حّل، لقدرته على أن يأخذك في عالم بعيد، وامتلاكه صوتًا تخطفك نبراته الحادة، البعض حاول تقليده ولكن الفشل كان حليفهم، لأن «أبو وديع» وهو اللقب الأكثر قربًا لقلبه نسبة لابنه الأكبر وديع، جعلك تؤمن بأن الأصل يمحو التكرار ويرفع دائمًا شعار «غير قابل للتقليد».
71 عامًا.. رقمًا جديدًا يضاف إلى سنوات الحياة التي يعيشها جورج وسوف، التي بدأها منذ ولادته في أحضان سوريا يوم 23 ديسمبر 1961، ومن أرضها الصلبة استمد صوته القوة، وتكشفت موهبته في الغناء منذ الطفولة، وفي سنواته الأولى، كان يغني الصغير في الحفلات والأفراح، وفي مراهقته كان يطير إلى لبنان، وهو واحدا من بلاد الشام التي تربى بين جبالها، ليشارك في «ستديو الفن» مع بداية الثمانينيات من القرن الماضي، يلفت الأنظار ويحقق نجاحًا، وتبدأ رحلة الاحتراف مع أولى ألبوماته «الهوى سلطان».
جورج وسوف.. سنوات الطرب
يتذوق طعم النجاح، ينتقل من حفلة إلى أخرى، وسط تصفيق جمهوره الذي يهتف باسمه، وتتوالى انطلاق ألبوماته في بداية التسعينيات من القرن الماضي «صياد الطيور، روح الروح، شئ غريب»، ومع منتصف التسعينيات يفاجأ محبيه بألبوم «كلام الناس» الذي حقق مبيعات كبيرة، وحققت الأغنية الرئيسية انتشارًا واسعًا خصوصًا بعد تقديمها بطريقة الفيديو كليب، وتتحول كلماتها إلى حكمة حياتية قائمة حتى وقتنا هذا «كلام الناس لا بيقدم ولا يأخر.. كلام الناس ملامة وغِيرة مش أكتر».
ذاع صيت «سلطان الطرب»، الذي بات يعرف أن جمهوره أصبح بالملايين في كافة بقاع الأرض، ومع كل ألبوم يطرحه ويستقبله «السميعة» يزداد يقينًا بأن عليه دائمًا اختيار الأفضل ولا يقبل بغير ذلك بديلًا، وهو ما تحقق له في ألبوماته التي تجاوزت الـ20 منها «ليل العاشقين، طبيب جراح، دول مش حبايب، زمن العجايب، سلف ودين، اتأخرت كتير، كلامك يا حبيبي».
«مين أبو وديع دون محبة الناس الطيبين»، كلمات كتبها فخرًا عبر حسابه بموقع تويتر، ردًا على ماقاله البعض بأن حفله الأخير الذي أقامه في شهر نوفمبر الماضي بالأسكندرية، سيشهد زحامًا مروريًا لامتناع سائقي الميكروباصات عن العمل لتواجدهم بالحفل، قبل ذلك رددها جورج وسوف كثيرًا «أنا أغني للعاشق الولهان..والشخص الغلبان..ولجمهوري في أي مكان».
4 أبناء
في سن صغيرة مع بداية العشرينيات من عمره، عرف الحب قلبه وتزوج مبكرًا، ليرزقه الله بأبناءه الثلاثة «وديع وحاتم وجورج»، وبعد مايقرب من 30 عامًا يحدث الانفصال بين الزوجين، لتمر عدة سنوات ويدق قلبه مرة أخرى ويتزوج سلطان الطرب من جديد عام 2014 وينجب ابنته وفتاته الوحيدة «عيون»، التي يقول عنها أنها تشبهه كثيرًا.
في الفن كلما ارتفعت نجوميتك ووصلت عنان السماء، تحاوطك الشائعات، تارة يلقي بها «أبو وديع» خلف ظهره، وأخرى يتأثر بها «مش معقول كل يومين أسمع خبر وفاتي».. حياة صعبة عاشها ودائمًا ما يردد أن الله عوضه بالكثير، يفاجئه المرض أحيانًا ويعيقه عن الظهور، ولكنه بصلابة الجبال يعود ويغني ويطرب جمهوره من جديد، لا يهم وقتها إذا كان واقفًا أوجالسًا على مقعد، لأن لسان حاله وحال محبيه يفسر أن ذلك ليس من شدة الإرهاق ولكن «السلطان» قوته أن يجلس متربعًا على العرش ترفًا وليس ألمًا.