انهمرت عينيه من الدموع على فلذة كبده، الذي رحل قبل شهر واحد، لتشكل وفاته صدمة لأسرته، ومدرسته التي لم تعلم بما حدث للطالب، لترسل إنذارا لمنزله، تخبر والده بضرورة قدوم طفله إلى المدرسة لتجاوزه فترة الغياب المسموحة، حتى لا يفقد درجات الغياب الخاصة به، الأمر الذي جعله يسترجع واقعة وفاته، ليوجه رسالة مؤثره لهم يخبرهم بما حدث.
كلمات مليئة بالآسى والحزن لفراقه، سطرها الأب المكلوم على وفاة صغيره محمد عبد الرحمن، طالب بإحدى المدارس الثانوية غرب منطقة عسير، والتي كتبها لإخبار المدرسة برحيله، وأن ذلك الإنذار ليس له فائدة.. «رحل عن العالم بآسره».
رسالة مؤثرة من أب على وفاة نجله
جرى تداول رسالة الأب المكلوم على وفاة نجله، على منصات التواصل الاجتماعي، ليتفاعل الرواد معها، معلنين تقديرهم لحالته وحزنه الشديد على فراق ولده صاحب الـ 17 عامًا: «أفيدكم بأن ابني وحبيبي الطالب محمد عبدالرحمن أحمد غاب عن الدنيا بأسرها، والتحق بالرفيق الأعلى أرحم الراحمين، وكم كنت أتمنّى لو أنه نائم على سريره كي أوقظه وأجبره للذهاب إلى المدرسة كما كنت أفعل، وأنا مثلكم ما زلت أراه حيًّا، عفا الله عنه وعنّا، وأدخله الفردوس الأعلى من الجنة بلا حساب ولا سابقة عذاب، وأنزله منازل الأبرار، وإن خصمتم درجات الغياب فارفعوا درجاته في عليين بدعائكم الصادق، ولا تنسوا أنه ما زال ابني وابنكم وإن كان قد رحل عنّا».
“عبدالرحمن بن أحمد أبو سعدية” ولي أمر طالب عمره 17 عام، توفي ابنه في حادث سير فتلقى رسالة من المدرسة بأن ابنه تغيب عن الحضور فرد عليهم بهذه الرسالة المؤثرة.
رحمه الله رحمة واسعة وربط الله على قلب والديه. pic.twitter.com/II2duTmIJL
— إياد الحمود (@Eyaaaad) April 24, 2024
وأضاف: «أعلم أن هذه الرسالة بالخطأ ولكنها حركت شجني وحزني عليه فجدت بشيء من الوصية لكم.. سلموا لي على زملائه وأساتذته، سلموا لي على كرسيه وطاولته، سلموا لي على جدران مدرسته وعلى زوايا مكانه واقبلوا عذره وتقصيره، ولا تنسوه من خالص دعائكم، واستسمحوا له من كل أصدقائه وأساتذته، جمعنا الله به في مقعد صدق عند مليك مقتدر، وتقبلوا عاطر التحايا وصادق المودة».