من أجل تحقيق حلم نجلها المصاب بشلل رباعي، أصبحت سيدة سورية ستينية تدعى «رقية طالب»، مراسلة ميدانية بعد تركها وظيفتها الحكومية واتجهت لدراسة الصحافة لمساعدة نجلها علي المحمود، حيث قالت رقية إنّها كانت تساعده في كل شيء: «حتى لما كان يروح على الجامعة كنت أنا آخذه وأجيبه وبعدين صرت أحضر معه كل المحاضرات».
رعاية ومساعدة في الدراسة
وأضافت السيدة السورية: «بس وقت الامتحانات ماكانوا يخلوني أحضر معه فكنت أجلس بره ادعيله».
الطالب علي المحمود صاحب الـ32 عاماً، أصيب بشلل رباعي منذ أن كان عمره 8 أشهر، فكرست والدته وقتها لخدمته ومساعدته في الدراسة، لينهي على المرحلة الثانوية والتحق بالجامعة.
مراسلة ميدانية في دمشق
وتخصص الشاب الثلاثيني في دراسة الصحافة، ودفع شغف «علي بالصحافة» إلى ترك والدته وظيفتها الحكومية لمساعدته في تحقيق حلمه، واجتهدت السيدة في تعلم فنون العمل الصحفي رغم الصعوبات، وتعمل والدته الآن مراسلة ميدانية في دمشق رفقة نجلها علي الذي يحقق حلمه بمرافقتها.
وقالت رقية: «تعلمت أشياء جديدة، يعني مثلا المونتاج ماكنت أستوعبه ووقت ما كان علي يشتغل عليه كنت أجلس جنبه وأتعلم كيف بيسوي كل هذه الأشياء»، وكانت السيدة السورية قد فقدت ابنًا لها قبل نحو 15 عاماً، وتوفي زوجها قبل 6 أشهر لتصبح المعيل الوحيد لعلي، وتقول رقية إنّها تخشى عليه بعد فراقها للحياة أن يبقى نجلها وحيداً دون سند.
وأصدر مرصد الاقتصاد السوري، تقريراً حذّر خلاله من تراجع الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في سوريا، وأكّد أن الأوضاع في سوريا بعد 12 عاماً من الحرب، أدّت إلى ضياع جيل كامل من السوريين، وأحدثت تأثيراً مدمراً على السكان والاقتصاد، وتدهور البنية التحتية، وتعميق الشيخوخة الديموغرافية.
وأوضح أن الحرب في سوريا أسفرت عن خفض حجم النشاط الاقتصادي إلى النصف بين أعوام 2010 و2019، بسبب تآكل التماسك الاجتماعي وتدهور الحوكمة وتقسيم البلاد.