لم تقف آثار موجات الحر التي اجتاحت أوروبا في هذا الصيف عند تسجيل أعلى درجات حرارة في تاريخ القارة، بل إن بعض الدول الأوربية أيضا معرضة للجفاف، ومن بينهم بريطانيا، وفقا لما نقلته شبكة «بي بي سي» البريطانية.
وقالت الشركة الوطنية لمكافحة الجفاف إن بريطانيا تعرضت لأسوأ موجة جفاف منذ عام 1935، مما دفع بعض شركات المياه لمنع استخدام خراطيم المياه في بعض المدن بالبلاد، كإحدى تبعات ظاهرة التغيرات المناخية.
بريطانيا ضمن قائمة «حالة الجفاف الطويلة»
وفي اجتماع طارئ، وضعت الشركة الوطنية لمكافحة الجفاف بريطانيا ضمن قائمة الدول ذات «حالة الجفاف الطويلة»، وهي الحالة التي تسبق مرحلة الجفاف مباشرة، مما ينذر بمرور البلاد بمرحلة سيئة إذا استمر الوضع كما هو عليه، ولم تتخذ البلاد بعض التدابير لإنقاذ الموقف الحالي.
وفي مطلع الثلاثة أشهر الأولى من هذا العام، انخفضت نسبة الأمطار في بريطانيا بنسبة 26%، بينما انخفضت في ويلز بنسبة 22%، ولم تقف الأضرار عند ذلك الحد فقط، حيث أن منسوب الأنهار انخفض أيضا عن الأعوم السابقة، وكل ذلك قبل حلول شهر الصيف.
انخفاض منسوب الأمطار في شهر يوليو بنسبة 76%
وسجل شهر يوليو أعلى درجات حرارة في الممكلة، بالإضافة إلى انخفاض منسوب الأمطار بنسبة 76%. وتتوقع الشركة أن البلاد في انتظار فترات أكثر جفافاً وارتفاعاَ في درجات الحرة. وساهمت كل هذه العوامل في زيادة الوضع سوءً بجانب الاستهلاك المتزايد للسكان للمياه لمواجهة الموجات الحارة التي تتعرض لها البلاد. وصرحت الحكومة أن أكثر من 28% من المياه الجوفية يتم استهلاكها بشكل مفرط خلال الآونة الأخيرة مما يسرع في عملية الجفاف.
الشركات تمنع خراطيم المياه لمواجهة الجفاف
ولتقليل مخاطر الجفاف في بريطانيا، منعت بعض شركات المياه خراطيم المياه لتقليل استهلاك المياه. وحث بعض الشركات في جنوب إنجلترا السكان على استعمال مياه أقل لمواجهة هذا الخطر الداهم أو على الأقل التقليل من حدة خطورته.
وصرحت اللجنة الوطنية للبنية التحتية بأنه قد يكون هناك نقص كبير في المياه في المستقبل، وذلك بسبب زيادة عدد السكان والتغيرات المناخية في العالم. و أضافت أنه يتم إهدار أكثر من 3 مليارات لترا من المياه يوميا، وأن هذه الكمية كافية لسد حاجة 20 مليون من المياه.