انتزع من قلب ربة منزل عاطفة الأمومة والرحمة، وتملَّك منها الشيطان عندما شاهدت انفطار ابنتيها من البكاء الشديد، فهرعت لتجهيز وجبتهما «ببرونة لبن» قاصدة التخلص منهما، وذلك بعد أن فشلت في توفير مصاريف اللبن الخارجي لهما، إذ شرعت في وضع مبيد حشري داخل اللبن، وأطعمته للصغيرتين بقلب من حجر.
لحظات معدودة، انتظرت فيهما الأم التي تصنعت النوم تأثير اللبن السام على طفلتيها، صرخات عالية ينشق لها القلب صدرت من الرضيعة «مكة» هرعت على أثره جدتها التي سرعان ما وصلت إليها حتى وجدتها جثة هامدة، وتلتها شقيقتها التي فشل المستشفى في علاجها وسقطت هي الأخرى جثة هامدة، وترصد «الوطن» تفاصيل هذه الجريمة عقب إحالة أوراق المتهمة إلى فضيلة المفتي وتحديد جلسة 16 أكتوبر للنطق بالحكم.
في أحد منازل الشرقية، وبالتحديد في النصف الأول من مساء يوم 31 من شهر مارس الماضي، دوى صراخ طفلتين لم تتجاوزا الشهور الأولى من عمرهما، وجلست الأم تراقب «مكة» و«مليكة» وهما تتضرعان جوعًا بسبب عدم تناولهما الوجبة المخصصة لهما من اللبن، قلبها لم يرق لبكائهما المستمر رغم ملامحهما الملائكية وبراءة وجهيهما.
مبيد حشري يقضي على الطفلتين
أعدت الأم طعاما من اللبن للصغيرتين، ووضعت به مبيدا حشريا ساما كانت قد وجدته والدة الزوج خلال جمع الخردة في أحد الأيام وتعللت الزوجة بوجود حشرات في غرفتها، بهذه الحيلة استطاعت أن تأخذ المبيد بحسب ما روته أمام جهات التحقيق، وذهبت لإطعامهما، وسرعان ما تناولتاه الطفلتان من كثرة جوعهما، وبعد لحظات معدودة مرت على الأم وكأنها سنوات منتظرة تأثير المبيد على وجه الصغار، بعد تناول الطعام ازداد صراخ «مكة» و«مليكة»، إلا أن الأم لم تتأثر.
المشهد الأخير في حياة الطفلتين
المشهد الأخير في حياة الطفلتين وهما تصارعان الموت وتتلويان من كثرة الألم أمام وجه والدتهما، تقشعر له الأبدان، سكنت حركة «مكة» معلنة عن صعود روحها إلى بارئها واختفى صوتها تماما، لتكون ضحية الأم القاسية، ومحاولة الأب في علاج «مليكة» لكن القدر كتب الفصل الأخير في حياة الطفلتين اللتين اشتركتا في الحياة والموت معا.
تفاصيل الواقعة
تفاصيل الواقعة تعود حينما تلقى مدير أمن الشرقية إخطارا يفيد بضبط «قمر» في 4 أبريل عام 2022، إذ قامت بقتل المجني عليهما نجلتيها الطفلتين «مكة» و«مليكة»، وبمواجهتها اعترفت بارتكاب الواقعة، وتمت إحالتها للمحاكمة بمحكمة شمال الزقازيق، بتهمة القتل مع سبق الإصرار، بأن بيتت النية وعقدت العزم على قتلهما، وأعدت لذلك مادة سامة ووضعتها بداخل شرابهما وأرضعتهما قاصدة إزهاق أرواحهما.
العقوبة المتوقعة للأم
وعلق أشرف ناجي المحامي بالنقض، على الجريمة خلال حديثه مع «الوطن»، بأن المتهمة أقدمت على تنفيذ جريمتها القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، خاصة أن الأم بيتت النية وأعدت سلاحا لجريمتها وهي مادة سامة «مبيد حشري»، وطبقا للمادة 234 من قانون العقوبات المنصوص عليه، فإن العقوبة المنتظرة لهذه المتهمة هي الإعدام شنقا.