سنوات المعاناة انتهت وبدأ الأمل يزداد يوما بعد الآخر، والطموح يرتفع، ليصبح تعليم الأطفال من بين أهم الأمور التي تسعى إليها جميع الأسر بحي الأسمرات بمحافظة القاهرة، بعد أن كان التعليم هدفا ثانويا بالنسبة لهم لصعوبة إلحاق أبنائهم بالمدارس حينما كانوا يقطنون مناطق عشوائية غير آمنة، إلى أن جاء قرار الدولة بتطوير كل المناطق العشوائية ونقل قاطنيها إلى أماكن حديثة بها العديد من الخدمات التي يحتاج إليها المواطن.
داخل مدرسة تحيا مصر، خصصت وزارة الشباب والرياضة بالتشتراك مع وزارة التربية والتعليم عدة ورش ثقافية واجتماعية وفنية وتدريبات رياضية لأطفال الأسمرات بهدف تحسين الإدراك لديهم ومساعدتهم على الاستذكار بشكل جيد وبأسلوب حديث، حيث تستجاب المئات من قاطني الأسمرات لتلك المبادرة وحرصوا على الذهاب رفقة أطفالهم إلى تلك الورش.
ورشة فن الكاريكاتير
ورش عديدة كان من بينها ورشة فن الكاريكاتير والتي يشرف عليها الفنان سمير عبدالغني والذي يعد واحدا من أشهر رواد فن الكاريكاتير في العالم العربي، إلي جانب ورشة تبسيط العلوم والتي تهتم بتطوير أسلوب الطفل وتعليمه طرقا جديدة يمكن من خلالها تحسين المهارات، وكذلك ورش فنية متعددة تهتم بإبراز الجانب الفني لدى أطفال الأسمرات وتطوير المهارات لديهم بشكل يساهم في إنشاء جيل جديد قادر على الإبداع والابتكار.
داخل ورشة الكاريكاتير كان الأطفال مندمجين بشكل كبير مع «عبدالغني» والذي يعبر عن سعادته بنجاح تلك التجربة والتي يشارك فيها لأول مرة: «مكنتش متوقع حماس الأطفال، وده واضح جدا في شعورنا طول الوقت إنهم ممتنين لينا لأننا بنقدم ليهم فن بيغذي الروح والثقافة، الأطفال هنا راقية جدا في التعامل».
رغبة «عبدالغني» في دعم أطفال الأسمرات دفعته إلى الموافقة دون تردد على الاشتراك في الورشة لكونه يعمل جاهدا على تنمية مهارات الأطفال أينما كانوا، حيث يشارك في كل الفعليات التي تراعها الدولة لتنمية المهارات الفنية والابتكارية لدي الأطفال أينما كانوا: «بناشد كل اللي عندهم عطاء إنساني ينزلوا ويشاركوا في تطوير البلد، بلدنا تستحق الوقوف معاها».
«تبسيط العلوم»..المذاكرة أسهل بالتنظيم
لم يكن تفاعل الأطفال داخل ورشة الكاريكاتير أقل من تفاعلهم بورشة تبسيط العلوم والتي يشرف عليها محمود عبدالمعز، أستاذ الكيمياء المتقاعد بالجامعة الأمريكية، والذي يؤكد أن أطفال الأسمرات خرجوا من تلك الورشة وهم يعلمون جيدا كيفية المذاكرة وفقا للأساليب الحديثة: «عملت كتاب لخصت فيه كل تجاربي العلمية من خلال الاستعانة بالأدوات المتاحة فى محيط الطلاب، وعملت قناة علي يوتيوب علشان أعلم أولياء الأمور طرق التنفيذ وبعد نجاح المبادرة بشكل فاق كل التوقعات».
إلى جانب تلك الورش كانت هناك ورشة لتعليم اللغة العربية وأخرى لفن الفيلوغرافيا بالإضافة إلى ورشة تدريبية تهدف إلى رفع معدلات اللياقة البدنية لدى الأطفال.