أعلن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، اليوم، عن اتفاقه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على نشر مجموعات عسكرية مشتركة من البلدين، ووصفا ذلك بأنه سيكون «جسر القرم الثاني».
واعتبر خبراء تلك الخطوة مؤشرا على احتمالية تورط بيلاروسيا المباشر في الأزمة الروسية الأوكرانية، خصوصا وأن لوكاشينكو ظل داعما قويا خلال الأشهر الماضية للعملية العسكرية الروسية والتي أطلقها بوتين في أوكرانيا.
وفي السطور التالية نتعرف عن الرئيس البيلاروسي، الذي أصبح أحد أقرب حلفاء الرئيس الروسي بوتين خلال الأزمة الأوكرانية الروسية.
من هو ألكسندر لوكاشينكو؟
ولد ألكسندر لوكاشينكو في عام 1954، في مدينة كوبيس التابعة لما يعرف آنذاك بجمهورية بيلاروسيا الاشتراكية السوفيتية، والتحق بالأكاديمية الزراعية البيلاروسية وتخرج فيها عام 1985، كما خدم لوكاشنكو في قوات حرس الحدود السوفيتية من عام 1975 وحتى 1982.
صعوده السياسي
عين لوكاشينكو، خلال خدمته بالجيش السوفيتي، نائبًا للمسؤول السياسي في الفرقة 120 مشاه آلية، والتي كان تتخذ من مدينة مينسك مقرا رئيسي لها.
وتم انتخاب لوكاشينكو نائبا للمجلس الأعلى لجمهورية روسيا البيضاء في عام 1990، وفي عام 1994، فاز لوكاشينكو بأول انتخابات رئاسية أجريت في بيلاروسيا بعد استقلالها في أعقاب تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1990، ومنذ ذلك الحين، يتولي لوكاشينكو رئاسة البلاد، حيث فاز بالانتخابات الرئاسية لست فترات متتالية.
مواقفه الداعمة للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا
وكان لوكاشينكو، وجه العديد من رسائل الدعم السياسية للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، حيث سبق وحث كييف على الاستسلام، وأكد كذلك دعم بلاده الكامل للعمليات التي تجريها القوات الروسية في أوكرانيا، واصفا إياها بالشيء الحتمي.
وبحسب خبراء، يعد أكبر إسهام للوكاشينكو في دعم المصالح الروسية ومواقف بوتين، موقفه الأخير الداعم للعملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا منذ انطلاقها في فبراير الماضي، حيث استقبلت بيلاروسيا نحو 30 ألف جندي روسي للمشاركة في تدريبات عسكرية قبل إطلاق العملية العسكرية بأيام معدودة، والتي بحسب خبراء كانت تمهيدا لعملية موسكو العسكرية في أوكرانيا.
كما ذكرت عدد من الصحف الغربية، أن بيلاروسيا قدمت دعما مطلقا لروسيا في عمليتها العسكرية في أوكرانيا، من خلال السماح للطيران الحربي الروسي باستخدام الأجواء الجوية الخاصة بالبلاد، وكذلك إطلاق صواريخ بالستية من طراز «إسكندر آم» و«توشكا» على الأهداف الأوكرانية.
وتشير الصحف الغربية إلى أن لوكاشينكو قد وفر الإمدادات والدعم اللوجيستي للقوات الروسية منذ بداية الحرب، كذلك سمح لروسيا بإقامة عدد من التمركزات العسكرية والمستشفيات الميدانية التابعة للقوات الروسية على الأراضي البيلاروسية.
سعى الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، إلى إقامة علاقات قوية مع روسيا منذ أن تولى زمام السلطة، وقد تحقق هذا من خلال انضمام بيلاروسيا بالمنظمات السياسية والاقتصادية التابعة لروسيا مثل الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، وكذلك منظمة معاهدة الأمن الجماعي.