في ظل أزمة الطاقة المتصاعدة، يقدم السياسيون في أوروبا اقتراحات غريبة لتوفير استهلاك الطاقة لمواجهة أزمة الغاز الروسية التي تلوح في الأفق.
وكان رئيس وزراء ولاية بادن فورتمبرغ الألمانية فينفريد كرتشمان نصح الجمهور قبل مدة، باستعمال منشفة مبللة عوض الاستحمام بالماء، فيما بدأت مدن في ألمانيا بإطفاء الأضواء في المعالم العامة وإطفاء النوافير وفرض الحمام البارد وإيقاف الماء الساخن في الحمامات في المباني التي تديرها المدينة والمراكز الترفيهية. كما أطلقت الحكومة الهولندية حملة تهدف إلى تقليص مدة الاستحمام لخمس دقائق فقط.
هذا الأسبوع، أطلقت وزيرة البيئة السويسرية سيمونيتا سوماروغا، اقتراحاً آخر، حيث دعت المواطنين بالمساهمة في خفض استهلاك الطاقة واتخاذ مجموعة من التدابير من بينها إيقاف تشغيل الكمبيوتر في حال عدم استخدامه، وإطفاء الأنوار و»الاستحمام الجماعي» مقترحة أن يستحم شخصان أو ثلاثة أو أكثر معاً بهدف تقليل استهلاك الطاقة، بحسب صحيفة التايمز البريطانية.
الاقتراح الأخير لم يعجب كثيرين، واضطرت سوماروغا إلى توضيح أن النصيحة مخصصة للشباب. وأقرت بأنه «بعد سن معينة، لا يعد الاستحمام معًا مناسبًا للجميع.» لكنها أشارت أن الهدف من هذه النصائح بشكل عام قد حقق دوره وهو التوعية بضرورة تقليل استهلاك الطاقة.
في الواقع، فكرة الحمامات الشعبية الجماعية كانت موجودة في الحضارات المختلفة على مرِّ التاريخ الإنساني، واحتلت مكانة خاصة في ثقافة بعض المجتمعات وكانت تضم عدد من الأنشطة الترفيهية من غناء ورقص وكذلك مناقشة السياسة والقراءة.
وبحسب مقالً على موقع كوارتز فإن الاستحمام الجماعي له فوائده المجتمعية والنفسية من ناحية هدم المقاييس الصارمة التي تصنف بها وسائل الإعلام معايير الجسد الطبيعي وتطبيع العري بدلاً من ربطه بالخطيئة والأفلام الإباحية. وطبعاً، تقليل استهلاك الماء والطاقة.