قالت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا في بيان مشترك إن تقريراً للوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن النشاط النووي الإيراني أظهر تضارب طهران في الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية، مشددة على أن إنتاج إيران لليورانيوم عالي التخصيب في محطة «فوردو» ينطوي على مخاطر كبيرة.
وانتقدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إيران لإحداثها تغييراً لم تعلن عنه في الربط بين مجموعتين من الأجهزة المتطورة التي تخصب اليورانيوم لنسبة نقاء تصل إلى 60% أي ما يقترب من النسبة اللازمة لتصنيع الأسلحة في منشأة فوردو، ووجدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التغيير خلال عملية تفتيش غير معلن عنها يوم 21 يناير في محطة فوردو لتخصيب الوقود، حيث يكثف المفتشون عمليات التفتيش بعد أن قالت إيران إنها ستوسع التخصيب بشكل كبير.
وقالت الدول الأربع في بيان مشترك: «كما ذكرت الوكالة، فإن هذا التغيير غير المعلن يتعارض مع التزامات إيران بموجب اتفاقية الضمانات الشاملة التي تتطلبها معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية».
وقال البيان المشترك إن إنتاج إيران لليورانيوم عالي التخصيب في «فوردو» ينطوي على مخاطر كبيرة تتعلق بالانتشار ولا يوجد أي تبرير مدني موثوق به.
وأضاف البيان أن إيران لم تقدم إجابة مقنعة حتى الآن على أسئلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية المعلقة كجزء من تحقيقها المتعلق بالضمانات.
في المقابل، انتقدت إيران تصرف المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي، في أعقاب تقرير الوكالة عن تعديلات أجهزة الطرد المركزي، وأكدت أنه استند إلى خطأ من أحد المفتشين الدوليين.
وتأتي الانتقادات الجديدة بعد زهاء أسبوعين من إعلان غروسي عزمه التوجه إلى طهران خلال فبراير الجاري لحضّ إيران على زيادة تعاونها بشأن أنشطتها النووية، بعد تقليصه منذ أشهر في ظل توترات بين طهران وكل من الوكالة وأطراف غربية، وفي ظل جمود يسود مباحثات إحياء الاتفاق الدولي لعام 2015 بشأن برنامج إيران النووي.
وقال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، إن «تفسير مفتش الوكالة الدولية للطاقة الذرية كان غير صائب وقدمنا على الفور التفسير للوكالة في اليوم نفسه، لكن مجدداً قام المدير العام للوكالة بنشر ذلك عبر الإعلام».
وأضاف: «هذا التصرف غير احترافي وغير مقبول، ونأمل ألا يواصل المدير العام للوكالة هذه الممارسة، لأن هذا الأمر غير مقبول حيال سمعة الوكالة».
وتنطوي منشأة «فوردو» على قدر من الحساسية لدرجة أن الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى حظر عمليات التخصيب هناك. وانتهكت إيران العديد من قيود أنشطتها النووية المنصوص عليها في الاتفاق منذ أن انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق عام 2018 وأعادت فرض العقوبات على إيران.
وتعثرت المحادثات بين طهران والقوى العالمية لإحياء الاتفاق الذي كان قد أتاح تقييد أنشطة طهران النووية في مقابل رفع عقوبات مفروضة عليها، وباتت مفاعيله في حكم اللاغية منذ انسحاب واشنطن منه أحادياً.
واعتباراً من أبريل 2021، أجرت طهران والقوى الكبرى، بتنسيق من الاتحاد الأوروبي ومشاركة أميركية غير مباشرة، مباحثات لإحياء الاتفاق، إلا أنها مازالت متعثّرة حتى الآن.
• الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى يحظر عمليات التخصيب في منشأة «فوردو».