عندما أطلق صادق خان حملته لولاية ثالثة عمدة لبلدية لندن، من حزب العمال، وضع سياساته الخضراء في المقدمة، وسلط الضوء على عمله في مجال تلوث الهواء، وأزمة المناخ والطبيعة. وبالنسبة للمراقبين المتمرّسين، لم يكن هذا مفاجأة كبيرة. وقد نال عمدة المدينة الذي نشر العام الماضي كتاباً بعنوان «التنفس: سبع طرق للفوز بعالم أكثر اخضراراً»، إشادة واسعة النطاق لعمله في معالجة تلوث الهواء، فضلاً عن جهوده في استعادة الطبيعة، والوصول إلى الأهداف البيئية في لندن بحلول عام 2030.
ولكن بعد ثماني سنوات في مجلس المدينة، ما الذي تحقق على وجه التحديد؟ وما الذي يمكن أن يتوقعه الناخبون إذا فاز بولاية ثالثة عندما يتوجه أهل لندن إلى صناديق الاقتراع الأسبوع المقبل؟
وفقاً لبول موروزو من منظمة السلام الأخضر، الذي حلل سياسات خان ومنافسته من حزب المحافظين، سوزان هول، فإن سياسات المناخ الخاصة بالمرشحين متناقضة إلى حد ما. وقال موروزو: «بينما لايزال هناك مجال كبير للتحسين من جانب عمدة لندن، فمن الواضح أن المناخ والطبيعة يمثّلان أولوية قصوى بالنسبة لصادق خان»، متابعاً: «تاريخه يتحدث عن نفسه».
وفي غضون ذلك، أعطى تحليل منظمة السلام الأخضر للسياسات البيئية، 23.5 نقطة للعمدة الحالي من أصل 45 محتملة، مقارنة بـ7.5 نقاط لمنافسته. وقد تكون مؤهلات خان البيئية حاسمة في مسابقة الأسبوع المقبل. وفي عام 2021، ذهبت جميع أصوات حزب الخضر تقريباً البالغ عددها 200 ألف صوت إلى خان في الجولة الثانية، ليتقدم في النهاية على شون بيلي من حزب المحافظين من نحو 5% إلى 10%.
وتُجرى الانتخابات هذا العام بنظام مختلف، لذا فإن قدرة خان على إقناع الناخبين من ذوي التوجهات الخضراء، بعدم تقسيم الأصوات التقدمية ودعمه منذ البداية، قد تكون حاسمة. ويعتقد شون سبايرز، من مجموعة التحالف الأخضر، أن الناخبين المهتمين بالبيئة يمكن أن يفعلوا ما هو أسوأ بكثير من التمسك بخان.
وقال سبايرز: «بشكل عام، كان سجله مثيراً للإعجاب للغاية»، موضحاً: «لقد وضع البيئة في مركز الصدارة، وبشكل حاسم، ربط بين حالات الطوارئ المناخية والطبيعة بطريقة غير عادية».
ومع ذلك، فإن جميع من تحدثوا إلى صحيفة «الغارديان» انتقدوا خان أيضاً بسبب المضي قدماً في إنشاء نفق سيلفرتاون، وهو طريق جديد مكون من أربع حارات أسفل نهر التايمز شرق لندن. وقد عارض الأطباء وجماعات البيئة وعلماء المناخ والعديد من السكان المحليين هذا المخطط، الذي يقولون إنه سيزيد تلوث الهواء، ويؤدي إلى تفاقم الصحة العامة في بعض أفقر المناطق في المدينة، وهو ادعاء يدحضه خان.
في المقابل، شجع خان العديد من المجالس الأخرى على المضي قدماً في خططها الخاصة لتحسين جودة الهواء والصحة العامة، بدءاً من الأحياء ذات الحركة المرورية المنخفضة وحتى شوارع المدارس. وبينما كان هناك مزيد من العمل يتعين القيام به في كل شيء، بدءاً من تحقيق الأهداف البيئية إلى إدخال العزل المنزلي والمضخات الحرارية، قال مراقبون إنه إذا فاز خان وأعقب ذلك فوز حزب العمال على المستوى الوطني، فقد تتبنّى البلاد العديد من التدابير البيئية الأكثر أهمية. عن «الغارديان»