حظي الدكتور عبدالله الخياط، المدير التنفيذي لمستشفى الجليلة للأطفال، بفرصة الابتعاث إلى مصر، ضمن الدفعة الأولى التي خرجت من دبي في عام 1964 إلى جامعة القاهرة، ويعد أول طبيب إماراتي يتخصص في طب الأطفال، بعد أن حصل على درجة البكالوريوس في الطب والجراحة في 1970، إذ تتلمذ على يد أشهر الأطباء في مستشفى الأطفال الجامعي «أبوالريش»، الذي يعد أقدم وأعرق مستشفى تخصصي لطب وجراحة الأطفال في مصر والشرق الأوسط، وفيه تخرج الكثير من العلماء في هذا التخصص بالوطن العربي.
وأكد الدكتور الخياط، استشاري أمراض الأطفال الذي تلقى دراسته في مدارس بدائية غير نظامية، مدرسة الفلاح، ثم «الأحمدية» حيث بدأ التعليم النظامي، وانتقل إلى مدرسة الشعب حتى مرحلة الثانوية «ثانوية دبي»، أن تجربة الابتعاث أحدثت «تغييراً جذرياً» في حياته، مضيفاً في حواره مع «الإمارات اليوم»: «فكل شيء بالنسبة لي كان مختلفاً عما ألفته، بدءاً بطقوس الحياة والخدمات المتوافرة، وصولاً للحرم الجامعي الذي احتضن عدداً كبيراً من الطلبة الوافدين، إذ كانت قاعة المحاضرات تضم ما يزيد على 300 طالب وطالبة».
وأضاف الدكتور الخياط، الذي أسهم في تأسيس قسم الأطفال ومركز تشخيص العيوب الخليقة في مستشفى راشد: «حظينا بمعاملة حسنة تتسم بالمساواة التي لا تفرق ما بين المصريين وأقرانهم من الطلبة، كما كنا نُمنح أجراً مالياً في فترة التدريب التي تلت التخرج، وعليه لم نشعر بالغربة، بل كنا في وطننا الثاني، حيث الاحتواء والاحتضان بشتى أشكاله».
وتابع عن أبرز الدروس العملية التي استفاد منها، وشكلت خطه العلاجي لمدة 42 عاماً حتى تقاعده: «الدرس الأول، المتمثل في الاعتماد على التشخيص وحدس الطبيب في المقام الأول قبل اللجوء بشكلٍ مباشر إلى الفحوص المعقدة، والدرس الثاني أن الطب عملٌ إنساني، يتطلب المساواة، وتحقيق المصداقية والشفافية والتواضع، وذلك التزاماً بأخلاقيات المهنة، أما الدرس الثالث فيتمثل في عدم الإسراف في وصف الأدوية للعلاج، خصوصاً المضادات الحيوية».
ووصف الدكتور الخياط، الذي يشارك في احتفالية «مصر والإمارات قلب واحد» بالقاهرة، بمناسبة مرور 50 عاماً على تأسيس العلاقات بين البلدين، الاحتفالية بأنها «بمثابة ترجمة لمكانة مصر في قلب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي لطالما أكد على عمق الروابط بين البلدين، فهما قلب واحد، وهو تجسيد للتقدير والاحترام المتبادل بينهما، وبإذن الله تستمر العلاقة المميزة بين البلدين إلى الأبد».
ونجح الدكتور الخياط، الذي مارس العمل المهني في القطاع الحكومي بدائرة الصحة والخدمات الطبية (هيئة الصحة) في الحصول على زمالة فخرية لصحة المجتمع الملكية في بريطانيا في عام 1983، كما أصبح زميلاً في الكلية الملكية للأطباء في إيرلندا في عام 2004، وهو عضو في الفرع الخليجي للكلية، وحصل في عام 2005 على زمالة الملكية البريطانية في طب الأطفال (لندن)، ورشح كممتحن. وترأس اللجنة المركزية للسيطرة على الأمراض المعدية في المستشفيات في عام 1990.
نجاحات
تولى الدكتور عبدالله الخياط العديد من المناصب، إذ كان من المؤسسين لجمعية الإمارات الطبية في 1982، وترأس مجلس إدارتها لدورتين متتاليتين، وكان من المؤسسين لمركز الثلاسيميا في دبي في عام 1994، وتولى إدارته من 2001 – 2006، ويترأس مركز دبي للرعاية الخاصة منذ 1994 حتى اليوم. وعمل أستاذاً لطب الأطفال بكلية دبي الطبية للطالبات في عام 2007، كما عمل مديراً تنفيذياً لمستشفى لطيفة (الوصل سابقاً) في عام 2009 حتى 2011، وهو عضو في مجلس أمناء جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية، وفي عام 2018 صدر قرار بتعيين الدكتور عبدالله الخياط مديراً تنفيذياً لمستشفى الجليلة التخصصي للأطفال. وعُين في عام 2015 رئيس لجنة أخلاقيات البحوث في وزارة الصحة ووقاية المجتمع، ويترأس لجنة الشهادة الوطنية لشلل الأطفال في الدولة منذ عام 2019.
الدكتور الخياط:
«لم نشعر بالغربة في مصر، بل كنا في وطننا الثاني، حيث الاحتواء والاحتضان بشتى أشكاله».
«احتفالية الإمارات ومصر تجسيّد للتقدير والاحترام المتبادل، وستستمر العلاقة المميزة بين البلدين إلى الأبد».
1970
العام الذي أتم فيه الدكتور الخياط دراسة الطب في جامعة القاهرة.
لمشاهدة الفيديو، يرجى الضغط على هذا الرابط.