- السديراوي لـ «الأنباء»: شركة «الأبحاث» تدعم الاقتصاد المعرفي وتسهم بتعزيز الأمن الغذائي في البلاد
- جزء من الإيرادات سيذهب للحكومة والجزء الآخر ستحتفظ به الشركة في توسيع وتطوير منتجاتها
- مرحلتان لعمل الشركة.. الأولى تصريف الإنتاج الحالي والثانية ستشهد الإنتاج التجاري وتسويق الابتكارات
- إيرادات المرحلة الأولى قد تصل إلى 3 ملايين دينار سنوياً ونطمح لتغطية تكاليف أبحاثنا ذاتياً
دارين العلي
أكد القائم بأعمال مدير عام معهد الكويت للأبحاث العلمية د.مانع السديراوي أن موافقة مجلس الوزراء على انشاء المعهد شركة مقفلة لانتاج وتسويق وبيع منتجات المعهد يعتبر انجازا كبيرا في مجال تنمية الاقتصاد المعرفي وتعزيز الأمن الغذائي في البلاد وذلك بعد عدة محاولات للمعهد لتأسيس الشركة بدأت منذ عام 2008.
وقال د.السديراوي، في تقرير خاص أعدته «الأنباء»، إن هذه الشركة والتي أصدر مجلس الوزراء في اجتماعه الأخير قرارا بإنشائها ستسمح بتعزيز الأمن الغذائي وتوفير فرص لتنويع الاقتصاد بالشراكة مع القطاع الخاص لنقل التكنولوجيا وكذلك توفير فرص عمل وطنية جيدة، وفتح أسواق محلية وإقليمية لتطبيق مبتكرات المعهد وتخفيف العبء على ميزانية الدولة بحيث تعتبر أرباح الشركة إيرادا للمعهد.
وأشار إلى أنه بناء على مرسوم إنشاء المعهد يحق له بموافقة مجلس الوزراء إنشاء شركات لتسويق انتاجه، حيث اجريت دراسة جدوى وتم تقديم تقرير حولها لمجلس الوزراء وبناء على رؤية جهاز متابعة الاداء الحكومي بوجود نتائج ايجابية في حال الموافقة على هذا المشروع، وبعد التنسيق مع وزارة التجارة وادارة الفتوى والتشريع بإعداد دراسة توضح العائد من الفرص المتاحة للاستثمار في منتجات المعهد وابتكاراته التي اثبتت جدارتها في السوق المحلي، صدر القرار بتأسيس الشركة بما يخدم تنمية ايرادات الدولة غير النفطية، وتطوير الدور الاستراتيجي للمعهد وتفعيل دور البحث العلمي على نحو عملي يسمح بتحويل نتائجه الى تطبيقات تجارية داخل الدولة وخارجها، خاصة أن المعهد لديه العديد من التجارب الانتاجية الناجحة، سواء في المواد الغذائية والمياه أو في براءات الاختراع الخاصة بالمياه والنفط والطاقة المتجددة وغيرها.
ولفت الى ان الشركة ستكون مقفلة ومملوكة بالكامل وتهدف لبيع وتسويق المنتجات الناشئة عن الابحاث وتشغيل خطوط الانتاج لمبتكرات المعهد وتسويق المبتكرات العلمية والاستفادة من براءات الاختراع التي حازها المعهد في تطبيقات تجارية ما يسهم في تطوير بيئة الأعمال وفتح آفاق استثمارية وتجارية واعدة أمام القطاع الخاص.
مدة التأسيس وأسلوب العمل
وحول طريقة عمل الشركة، لفت إلى أنها ستبدأ على مراحل حيث يتم في المرحلة الأولى بيع المنتجات المتوافرة حاليا في المعهد لتوفير رأس المال الضروري للبدء بتصنيع المنتجات ذات المردود المالي العالي تدريجيا حسب حاجة السوق كمرحلة ثانية، حيث سيتم انشاء مصانع للانتاج التجاري وهذه المصانع قد تكون مملوكة للمعهد بالكامل أو بالشراكة مع القطاع الخاص داخل البلاد وخارجه.
وأوضح أن تأسيس الشركة قد يستغرق من ستة أشهر إلى سنة سيتم بعدها تصريف المنتجات في السوق المحلي من المنتجات الموجودة وهي ليست على المستوى التجاري ولكن خلال عامين سيكون هناك انتاج تجاري وستنتشر المنتجات في مختلف نقاط البيع.
المرحلة الأولى
وأوضح أنه خلال المرحلة الاولى سيتم تسويق منتجات المعهد الحالية والتي لم يكن يوجد إطار قانوني لتسويقها سابقا للمواطنين مثل مياه الآبار الشاطئية «كاظمة» والنخيل النسيجي والروبيان ويرقات الأسماك وبيض الدجاج العادي والمدعم، مؤكدا أن هدف الشركة ليست لمنافسة التجار المحليين بل لدعم التجارة المحلية والانتاج المحلي فهذه المنتجات غير متوافرة في السوق ونجاحها سوف يشجع التاجر المحلي والمنتج المحلي لأخذ هذه الأفكار وانتاجها وتسويقها، مؤكدا ان الهدف الأول والأخير دعم الاقتصاد المعرفي للدولة المبني على التكنولوجيا وكذلك دعم الأمن الغذائي، فعدد كبير من منتجات المعهد يدعم الأمن الغذائي، مشيرا الى ان المأمول من هذه الشركة أن تكون قدوة للقطاع الخاص لنقل المعرفة ومثال للشركات الأخرى للعمل في مجال الابتكارات في مسألة الأمن الغذائي والمائي ونقل التكنولوجيا لهم.
المرحلة الثانية
وحول بدء الانتاج التجاري، لفت الى انه سيتم في المرحلة الثانية من عمل الشركة حيث تشير الدراسة الى انه من المتوقع أن تبدأ خلال مدة أقصاها ثلاث سنوات من الانشاء وسيتم بدء التصنيع التجاري لبعض المنتجات ذات العائد المالي المجدي بالاضافة الى تسويق وبيع الابتكارات والمنتجات البحثية، لافتا إلى أن هناك ثلاثة منتجات أثبتت الدراسات جدواها ماليا ويمكن تسويقها وانتاجها بشكل تجاري وهي مياه الآبار الشاطئية «كاظمة» والنخيل النسيجي وإصبعيات الأسماك.
وأوضح ان هذه المرحلة أيضا ستشمل تسويق ابتكارات المعهد وبراءات اختراعه في مختلف المراكز العلمية فالمعهد مثلا من الرواد في ادخال فكرة انتاج المياه بالتناضح العكسي والكويت من أولى الدول في العالم باتباع هذه الطريقة تجاريا وكذلك العديد من الابتكارات والأفكار سواء في مجال البيئة واستخراج النفط وتكنولوجيا النانو وغيرها والتي تواصل المعهد بشأنها مع عدد من الشركات العالمية التي أبدت اهتمامها بتسويق الأفكار ولكن ما كان يمنع المعهد عدم وجود اطار قانوني لتسويقها وبالتالي فإن هذه الشركة ستسمح بخروج هذه الابتكارات الى منتجات ومصانع على أرض الواقع.
مبادرات مؤجلة
وأشار د.السديراوي إلى أن هناك عددا من المبادرات الحكومية مؤجلة بسبب الوضع المالي للدولة وأهمها مشروع كبير للمعهد في بر قضي سيدعم عمل الشركة، حيث تم تخصيص الأرض والموافقة عليه من قبل الأمانة العامة للتخطيط ويتضمن مصنعا لتحلية المياه عن طريق الطاقة الشمسية ومصنعا لانتاج اكثر من 5 ملايين اصبعية أسماك في السنة ومصنع أعلاف الأسماك ومصنع الأملاح المطلوبة لاستزراع الأسماك وبمجرد البدء بالعمل عليها ستكون من أكبر الداعمين للشركة.
إيرادات الشركة
وعن الإيرادات، أوضح ان هذه الشركة سيكون لها مردود اقتصادي على المعهد، لافتا إلى أن جزء من الايرادات سيذهب للحكومة والجزء الآخر ستحتفظ به الشركة في توسيع وتطوير منتجاتها.
وأشار إلى أن المرحلة الأولى والتي سيتم خلالها تسويق منتجات المعهد المتوافرة حاليا ربما يصل مردودها إلى 3 ملايين دينار سنويا مؤكدا ان الطموح عندما تبدأ الشركة بالانتاج التجاري وتسويق الابتكارات ان يتمكن المعهد من تغطية تكاليف ابحاثه ذاتيا.
نهدف من خلال هذه الشركة أن تكون قدوة للقطاع الخاص لنقل المعرفة ومثال للشركات الأخرى للعمل في مجال الابتكارات في مسألة الأمن الغذائي والمائي ونقل التكنولوجيا للقطاع الخاص.
المقر والهيكل التنظيمي
ولفت إلى أن مقر الشركة سيكون داخل المعهد، مشيرا الى ان الاجراءات القانونية تسير وفقا للضوابط لانشاء الشركة، حيث سيكون الهيكل التنظيمي في البداية بسيط جدا وسيدير الشركة مدير عام، موضحا أن المعهد سيدعم الشركة لوجستيا خلال المرحلة الأولى بموظفين من داخله عبر اتفاقية معدة لهذه الاجراءات ومستقبلا عندما تبدأ عملية الانتاج سيتم توفير فرص عمل للكويتيين في هذه الشركة والشركات الأخرى التي سيتم تأسيسها عبرها.
شكر وتقدير
وشكر د.السديراوي جميع الجهات الحكومية التي دعمت انشاء هذه الشركة ومنها جهاز متابعة الأداء الحكومي برئاسة الشيخ أحمد مشعل الأحمد، حيث قامت هذه الجهات كوزارة التجارة والفتوى والتشريع بكل ما يلزم لإيمانها بأهمية إنشاء هذه الشركة وما يمكن أن تسهم به في مجال تنمية الإيرادات والأمن الغذائي في الدولة
منتجات المرحلة الأولى
تعمل الشركة خلال المرحلة الأولى في تسويق وبيع منتجات المعهد الحالية الممولة من ميزانية الأبحاث والتي تشمل المنتجات الستة التالية:
1 ـ مياه الآبار الشاطئية المعبأة.
2 ـ النخيل النسيجي.
3 ـ الروبيان.
4 ـ يرقات السمك.
5 ـ بيض الدجاج العادي.
6 ـ بيض الدجاج المدعم بالأوميغا.
وطبقا لكميات الانتاج الحالية المتوافرة من تنفيذ الانشطة البحثية في المعهد، من المتوقع ان تحقق ايرادات البيع مبلغا وقدره 1.844.150 دينارا سنويا، حيث تتحمل الشركة مصروفات تنفيذ الهيكل التنظيمي فقط والتي تقدر بمبلغ 163.357 دينارا، وبذلك تحقق الشركة في المرحلة الأولى صافي ارباح بقيمة 1.680.793 دينارا سنويا.