من البشر من يرحلون ، لكن تاريخهم وإنسانيتهم ، تظل فينا روحا وأملا وإشراقة جميلة .. نشيعهم بالدعاء والرحمة ، وعزاؤنا فيهم أنهم تركوا لنا تاريخا من العطاء الصادق والأدب الجم والطاقة الإيجابية الداعمة لنا في حياتنا …لذلك فإن حزننا على فقيد الرياضة والإعلام البحريني ، ماجد سلطان ، جاء ممزوجا بالاعتزاز بتاريخه وعلاقاته الإنسانية وطيبته الرائعة التي كانت تبهر كل من تعامل معه أو حتى قرأ له وسمع كلماته .. ماجد سلطان: اللاعب والإعلامي والإداري ، وقبل ذلك كله: الإنسان المخلص المؤدب ، ابن نادي المحرق البار ، لاعبا لكرة القدم والسلة ، وابن المحرق التاريخية العريقة قلب البحرين النابض.
علاقتي بماجد سلطان ، تمتد إلى عشقي نادي المحرق ، الكيان العريق وقلعة الرياضة البحرينية .. وتقاسمنا معا عشق المحرق وناديها العريق ، ذاك العشق الذي توارثناه من آبائنا وتعاهدنا أن نورثه لأبنائنا والأجيال القادمة ..وفي اطار هذا العهد وتلك الشراكة ، عملت مع بو معاذ عن قرب ، في كثير من المحافل الرياضية: النادي، الاتحاد … وكنا عند كل فرحة أو فوز للنادي ، نبحث في طيات الصحف عن قلم ماجد سلطان ، الذي يزيد فينا حبا للنادي وعشقا للمحرق العريقة ، ويجعلنا نتفاخر بحمل هذه الأمانة .. فقد كان يسطر كلمات الحب والولاء ويرسم الأمل في أصعب الظروف .. لم يكن رياضيا أو إعلاميا فقط ، بل إنسانا بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، ناشرا للحب والأمل ، يصعب وصفه حتى من المقربين منه .. لم أسمع بو معاذ ، يوما يذكر أحدا بسوء ، حتى عندما كان يختلف في وجهة النظر ، كانت كلمته المعهودة «الله يهديه ..». ومن خلال روحه المتجددة وكلماته العذبة ، كنت أرى الأمل مع إشراقة كل صباح .. يسأل عنك قبل أن تتصل به ، وإن لم أكلمه خلال يومين ، تجده يبادر ويتصل هو .. حديثه ممتع وأخلاقه تعدّت قوانين التواصل الانساني .. يختلف معك بابتسامة ، ويؤيدك أيضا بمثلها .. نموذج للطيبة البحرينية في أروع صورها .. عملة نادرة في صراحته التي لا تجرح ، وينتقد بأدب جم وأخلاق عالية ، وفوق كل ذلك كان قارئا جيدا ، تعلمت منه الكثير ودائما ما كان يشجعني على الاستمرار في الكتابة.
بو معاذ .. رحلت عن الدنيا بهدوء ، كما عهدناك ، لتبقى ذكراك العطرة في قلوب محبيك .. لا نقول وداعاً بل نحسبك عند الله في أعلى منزلة ..إنا لله وإنا إليه راجعون.