أكدت خبيرة علم الحشرات والاستاذ المساعد في التطبيقي د.جنان الحربي ان الملاريا مرض ينقله البعوض ويؤدي إلى حوالي 241 مليون إصابة في جميع أنحاء العالم سنويا 95% منها في أفريقيا.
وقالت الحربي في تصريح صحافي ان هذا المرض نادر نسبيا في الولايات المتحدة، ولم ترصد أي حالة منذ 20 عاما، ولكن انتشاره بعد رصد من 5-6 حالات شهريا في أميركا و2.69.596 في باكستان أثار ذعر الناس، خوفا من أن يكون هو الوباء القادم من بعد كورونا المستجد.
وقالت ان العلماء على يقين بأن ارتفاع درجات الحرارة وأزمة المناخ جعلا البعوض يتسيد الموقف، مشيرة الى ان هذه الحشرات – المزعجة في أحسن الأحوال، المميتة في أسوأ الأحوال – تزدهر في الدفء والرطوبة ومع ارتفاع درجات الحرارة.
كما أن ارتفاع درجات الحرارة يسمح لتلك الحشرة بالنمو بشكل أسرع وفرصها أكبر للبقاء على قيد الحياة وللتكاثر.
وتعمل الحرارة أيضا على تسريع الوقت الذي يستغرقه الطفيلي من نوع البلازموديوم أو الفيروس للنضوج داخل البعوض، فتزداد خطورته كحشرة معدية وقدرته على نقل الأمراض المميتة.
وأضافت الحربي ان أكثر من 100 لقاح مرشح للملاريا خضع لتجارب على البشر في العقود الأخيرة، وأول لقاح للملاريا أوصت به منظمة الصحة العالمية هو RTS، S في 2021، حيث تلقى ما يقرب من 1.5 مليون طفل اللقاح من خلال برنامج تجريبي في غانا وكينيا وملاوي. وفي العام الحالي أعلن معهد جينر بجامعة أكسفورد عن لقاح جديد هو R21، الذي تم تطويره، وهو مرخص للإنتاج من قبل معهد انتاج المصل في الهند (SII).
وقالت انه بالرغم من كل هذه الإجراءات لمكافحة الملاريا، الا أن فكرة استخدام البعوض في الحروب البيولوجية وارد بشكل كبير وخاصة مع تخوف الناس وتناقلهم أخبار عديدة عبر منصات التواصل الاجتماعي بعدما رصدوا بعضا من الهيئات والجامعات حول العالم اصطيادها وتجميعها للبعوض بشكل مريب، إلى جانب انتشار اخبار عن إصابات ووفيات بسبب الإصابة بلدغات البعوض المسببة لالتهاب الدماغ الخيلي الشرقي مؤخرا في الاباما ونيويورك.
صورة جنان الحربي