استقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الخميس من منصبه كرئيس تنفيذي لحزب المحافظين ممهدا بذلك الطريق لاختيار خلف له لرئاسة الوزراء بعد موجة استقالات من فريقه الحكومي خلال 48 ساعة من الأحداث السياسية المتسارعة.
ووقف بوريس جونسون وسط أعضاء في البرلمان ما زالوا يدينون له بالولاء وبين موظفيه وزوجته، لكن أي إشارات تدل على الدعم والتأييد من هؤلاء الحلفاء الذين اصطفوا حوله في خطاب الاستقالة تاهت وسط صيحات الاستهجان الصاخبة القادمة من خارج بوابات مكتبه في داونينج ستريت.
بعد أن شرع في إلقاء الخطاب، قام متظاهر يدعى ستيف براي بتشغيل أغنية «باي باي بوريس» على إيقاع أغنية «باي باي حبيبي» لفرقة باي سيتي رولرز.
أطلق متظاهرون آخرون صيحات الاستهجان والسخرية، مما جعل من الصعب على حشد المجتمعين قبالة الباب الأسود لمقر رئاسة الوزراء سماع كلمات جونسون.
يجسد المشهدان المتناقضان الكثير من ملامح ولاية جونسون كرئيس للوزراء التي حملت الكثير من عوامل الانقسام وبدأت بأكبر نسبة أصوات يحصل عليها المحافظون منذ عام 1979 لكنها غرقت في الفضائح.
طغت الأصوات الصاخبة المطالبة باستقالته داخل صفوف حزبه وفي الشوارع، على أصوات مشجعيه الذين بقوا معه حتى النهاية. لكنه لم يقدم في خطابه أي اعتذار ولم يبد أي ندم.
قال جونسون: «لقد حاولت إقناع زملائي بأن تغيير الحكومة سيكون شيئا غريبا عندما يأتي في وقت نقدم فيه الكثير ولدينا مثل هذا التفويض الواسع».
وأضاف: «من المؤسف أنني لم أنجح في هذه المناقشات، وبالطبع من المؤلم أنني عجزت عن أن أستشف بنفسي زيف الكثير من الأفكار والمشاريع».
لم يبد جونسون انفعالا يذكر في أثناء حديثه، وبدلا من ذلك سلط الضوء على سلسلة النجاحات في قضايا كثيرًا ما يستشهد بها، مثل الخروج من الاتحاد الأوروبي وتوزيع لقاحات «كوفيد-19».
لم يعتذر عن الفضائح التي أنهت رئاسته للوزراء في نهاية المطاف، بدءًا من الحفلات الصاخبة في مكتبه في أثناء العزل العام وصولاً لطريقة التعامل مع شكاوى الاعتداءات الجنسية في الحزب.