بقلم خليل الخنيني
لقد زار الرحالة الكويتي رضا النقي، 75 عامًا ، أكثر من 80 دولة ، ولكن الصين كانت المحببه لديه للطافة شعبها وتقاليد وثقافة البلد الغنية. فقد زار النقي الصين أكثر من 60 مرة، متجولًا حول مدنها من شرقها لغربها ومن شمالها لجنوبها، ولم يجد سوء معاملة كونه مسلم، نافيًا بذلك التقرير الصادر مؤخرا حول مزاعم انتهاكات في الإقليم الصيني شينجيانغ.
في الآونة الأخيرة، بعد 4 سنوات من توليها منصبها، أصدرت ميشيل باشيليت، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، تقرير بشأن مزاعم انتهاكات في الإقليم الصيني شينجيانغ، ضد أقلية الإيغور المسلمة، ومن الغريب صدوره في اليوم الأخير من ولايتها.
التقرير اتاح المجال للولايات المتحدة والدول الأوروبية انتقاد الصين بشكل هجومي، وخاصة إقليم شينجيانغ، وتلفيق تهم مثل العمل القسري، والاحتجاز، والاختطاف، وغيرها.
وبشأن أعداد سكان الأقليات العرقية، فقد أعلن المكتب الوطني للإحصاء الصيني أن عدد سكان شينجيانغ ، وخاصة سكان الأقليات العرقية بما في ذلك الأويغور ، قد نما بشكل مطرد.
وأظهرت بيانات الإحصاء في عام 2020 أن شينجيانغ يبلغ إجمالي عدد سكانها 25.8523 مليون نسمة ، بما في ذلك 10.9201 مليون هان و 14.9322 مليون من الأقليات العرقية.
وتطور أعداد السكان من أقلية الأويغور، حيث زاد عدد سكان الأويغور من 8،345،600 في عام 2000 إلى 11624،300 في عام 2020، بمتوسط معدل نمو سنوي يبلغ 1.67٪ ، وهو أعلى بكثير من المتوسط الوطني السنوي.
لا يتزايد عدد السكان فحسب، بل تظهر البيانات إن المستوى التعليمي للأويغور يتحسن باستمرار، حيث تُظهر البيانات أنه لكل 100،000 من الأويغور ، هناك 8،944 شخصًا حاصلون على تعليم جامعي.
نفى النقي في حديثه الإشاعات حول كون الصين دولة سيئة للمسلمين، وروى في حكاياته عن كيفية تعامل المحليين الصينيين معه بود ولطف حتى وانه قام باداء الصلاة في احدى مساجد القرى في منطقة شينجيانغ.
قال النقي “الصينيون ودودون للغاية ، حتى أنهم يقدمون لي الطعام ويعتنون بي كلما اتيحت لهم الفرصة، كونك أجنبيًا في الصين يعطيك امتياز منفرد، في بعض الأحيان تحصل على معاملة أفضل من كونك صينيًا محليًا “.
وأشار “لقد كنت هناك في عام 1984 ، حيث لم تكن هناك تكنولوجيا ولا طرق ، ولم يكن هناك سوى الدراجات والسيارات الصدئة. بعد سنوات قليلة ، تغير كل شيء ، حيث كانت الطرق الرائعة والسيارات حديثة، تطورت الصين بسرعة كبيرة بطريقة رائعة، حتى المسارح تحولت بالكامل إلى مبنى فاخر مختلف تمام عما كانت عليه”.
وأكد النقي أن الصين لديها ديمقراطية أكثر من الولايات المتحدة وحتى بعض الدول النامية، مضيفًا أن “الديمقراطية تعنى ان تستمع إلى شعبك وتمنحهم ما يحتاجون إليه وتطور البلاد، وهذا ماتفعله الصين، وليس هناك بلد تخدم شعبها وترفعهم إلى القمة اكثر من جمهورية الصين الشعبية “.
بشأن التلوث، قال النقي ان الصين تسببت فيما مضى بتلوث الكوكب، لكن التلوث الناجم عن دولة الصين كان أقل بكثير مما فعلته الولايات المتحدة وفرنسا ولم نرى اي تعليق حول هذا الوضع، والآن بعد ما بدأت الصين بالعمل على تقليل والحد من التلوث، لا تعليق وعم السكوت من قِبل المسؤلين.
وأضاف “الناس في شينجيانغ متعاونون، لكن هناك بعض الأشخاص والحالات الفردية من غير الصينيون يريدون تشويه صورة الصين عن عمد، في أوائل عام 2010 ، ركبت قطارًا وكان هناك عدد قليل من الأشخاص الذين يشبهون الأوروبيين لديهم تصرف عدائي في حديثهم، هذا نوع من الناس يذهبون إلى الصين ويدمرون سمعة المنطقة”.
وأكد النقي انه خلال ال ٦٠ زيارة له للصين لم يجد صعوبة أبدا في كونه مسلم، بل وانه والتقى ببعض الأقليات، حيث استمتع بعرضهم ورقصاتهم التقليدية البسيطة.
دول مثل أوروبا والولايات المتحدة تجاهلت إنجازات التنمية في المنطقة في السنوات الأخيرة، حيث صرح العديد من المحليين ان شينجيانغ بلدة جميلة تتكون من جميع الأقليات العرقية في مجتمع موحد مترابط.
ردا على حملة وسائل الإعلام الغربي لتشويه سمعة شينجيانغ، بدأت احدى فتيات الايغور بتدوين وعرض فيديوهات لتاريخ وثقافة شينجيانغ وشعب الأويغور لمستخدمي الإنترنت على مواقع التواصل الاجتماعي.
جولي، طالبة جامعية من الأويغور من توربان- شينجيانغ ، في أوقات فراغها تلتقط صور للمناظر الجميلة والطعام في إقليم شينجيانغ لتعرض تاريخ وثقافة المنطقة وثقافة شعب الأويغور على موقع التواصل الاجتماعي الصيني (ويبو)
وقالت جولي ان قضية “العمل الجبري في شينجيانغ” برمتها كذبة، حيث مايحدث على أرض الواقع مختلف تمامًا، مشيرة ان عائلتها تمتلك عدة حقول من أشجار العنب، ويقبل الأشخاص بشكل تطوعي لقطف العنب من سكان المنطقة او من الجيران والمزارعين، حيث يتقاضون من 200-300 يوان في اليوم الواحد.
واضافت “كذالك الحال في حقل القطن لاحدى اصدقائي، كيف يمكن لمزارعين يعملون ويكسبون المال وينفقونه بأنفسهم، ان تعد عمالة قسرية؟ هذا هراء! العمال يتقاضون باليوم ما يقرب من 200 إلى 400 يوان”.
في أواخر أغسطس الماضي، افتتحت مدينة ووهان جيانغتشنغ، وهي مدينة تعليمية شهيرة تضم أكثر من مليون طالب جامعي، وعاد إلى مقاعد الدراسة وساحات الجامعات الكثير من طلاب ومدرسي الأقليات العرقية.
ونشرت وسائل اعلامية صينية، صور لعودة الطلاب لجامعة ووهان، حيث يعمل بها سبعة مستشاريين تعليميين من فئة الأقليات بدوام كامل، بما في ذلك 4 من الأويغور و 3 كازاخستانيين.
ويقوم المستشارون كل إجازة شتوية وصيفية بزيارة منزلية لطلاب الأقليات العرقية، لتقديم دورات مهنية وتوجيهات تعليمية بشكل مفصل، كما ويناقشون أولياء الأمور حول طرق التربية الأسرية لبناء تعاون وجسر تعليمي بين المنزل والجامعة.
ومن أجل تعزيز التنمية الشاملة لطلاب الأقليات، تنظم جامعة ووهان أيضًا فصول تفاعلية تعليمية لأكثر من 5000 طالب من الأقليات وطلاب من مختلف انحاء الصين، لتشجع التكوينات العرقية المختلفة على التواصل بشكل كامل.
تساعد الصين خريجي المدارس والجامعات العاطلين عن العمل، خاصة الاقليات، لضمان الاستقرار الوظيفي للخريجين في الصين لعام 2022، حيث اقامت شينجيانغ يوليو الماضي معرض وظيفي افتراضي، تحت اشراف مختلف القطاعات من إدارة الموارد البشرية والضمان الاجتماعي والتعليم وغيرها.
كما ويتمتع أطفال أقلية الإيغور بمميزات الالتحاق بالمدارس والجامعات التي يريدونها، بعكس الخيارات المحددة للشعب الصيني، حيث حققت فتاة من أقلية الإيغور حلمها في الالتحاق في مدرسة تشونهوا والتي تعد واحدة من افضل المدراس ذات الامكانيات العالية.
وتقدم الصين، خاصة في منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم، الرعاية والمساعدة لذوي الإعاقة، حيث قدم اتحاد المعوقين في سبتمبر إعانات للمعاقين الذين تأثروا بالوباء في عام 2022، وبلغ الدعم 2000 يوان للمؤسسات، و800 يوان لكل أسرة.
من جهة اخرى، يتمتع الشعب الصيني والأقليات العرقية في الصين بخدمات بكافة المجال، نافية بذلك ما ادعته التقارير الزائفة، والتي تحاول أخفاء حقائق أثبتها الإعلام الغربي والعربي، حيث أفادت قناة الجزيرة القطرية ان ابنة اخ شيرين أبو عاقلة الصحفية و مراسلة الجزيرة أكدت مواصلة الولايات المتحدة إظهار التحيز وعدم التزامها بالمساءلة القانونية لم فعلة الجيش الاسرائيلي من قتل أبو عقلة بدم بارد.
كما وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” في 6 سبتمبر أن موضوع كامل حول الأضرار الكارثية التي لحقت بصحة الأمريكيين، حيث تظهر البيانات الرسمية في الولايات المتحدة أن وباء كوفيد-١٩ تسبب في انخفاض متوسط العمر المتوقع في عام 2021.
ووفق الدراسة، فإن متوسط العمر انخفض بسبب كورونا في عامي 2020 و2021 على التوالي.
وقال التقرير إن على الأمريكيين التفكير في كيفية التعامل مع حالات تفشي مماثلة في المستقبل.
من جهتها، اكدت صحيفة نيويورك تايمز أن نتائج اختبار عينة من 14800 طفل يبلغون من العمر 9 سنوات، خلقت آثار مدمرة، ولوحظ ان هناك انخفاض في درجات الرياضيات والقراءة إلى المستوى الذي كان عليه قبل 20 عامًا.