ألقت شرطة دبي القبض على عصابة من المحتالين الإلكترونيين المحترفين عن طريق بلاغ ورد عبر منصة “إي كرايم” في عملية أطلق عليها “الميراث الوهمي” إذ احتالت العصابة على رجل عربي ثم واصلت الاحتيال على ابنته بعد وفاته.
وقال مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية بشرطة دبي العميد جمال الجلاف لـ”الإمارات اليوم” إن الواقعة بدأت حين استهدفت العصابة رجلاً عربياً كان يقيم في دبي قبل سنوات ثم غادر إلى بلاده واستقر هناك.
وأضاف أن زعيم العصابة أوهم الرجل بأن لديه مستحقات في صندوق أموال بدبي، ويتحتم عليه سداد رسوم معينة حتى تحرر الأموال وترسل إليه في بلاده، وحصل منه على 7000 درهم بالفعل، إلى أن توفى الرجل منذ عدة سنوات.
وأشار إلى أن المحتال اتصل مجدداً بهاتف المتوفي فردت عليه ابنته، وبدلاً من أن يوقف نشاطه، تفتق ذهنه عن حيلة إجرامية أخرى وأخبرها بأنه كان يتواصل مع والدها بشأن مستحقاته في الصندوق، وعرض عليها الرسائل المتبادلة بينهما، وأكد لها أن لها وأشقائها ميراثاً في دبي، وعليها دفع 40 ألف درهم للحصول عليه، لافتاً إلى أن الحيلة انطلت على الابنة ودفعت المبلغ، فظن المحتال أنه وقع على صيد سهل، وطلب منها مائة ألف درهم بعد أن عرض عليها الرزم الخضراء الموجودة بالصندوق.
وأشار الجلاف إلى أن الفتاة أبلغت عمها بما حدث، فتصرف العم بحكمة وتواصل مع شرطة دبي عبر منصة “إي كرايم” فتم تشكيل فريق عمل على الفور من رجال مكافحة الجرائم الإلكترونية، استطاع تحديد هوية المتهمين، وحضر العم إلى دبي وسجل بلاغاً رسمياً بالواقعة، وتم إعداد كمين وضبط العصابة التي تتكون من ثلاثة متهمين أحدهم إفريقي وآخرين من جنسية عربية، وزعوا الأدوار فيما بينهم وشملت الاستدراج والاحتيال أو استلام النقود.
وأوضح أن المحتالين يتلاعبون نفسياً بضحاياهم ويطورون أفكارهم والطريقة التي يتحدثون بها، مشيراً إلى أن المتهم الذي تواصل مع الابنة لعب على الوتر العاطفي لديها، ورسخ بداخلها قناعة أنه كان على علاقة وثيقة بوالدها وأن الأخير كان يثق به.
وقال الجلاف إن منصة “إي كرايم” التي أطلقتها شرطة دبي للإبلاغ عن الجرائم الإلكترونية حققت قفزة مذهلة في التصدي لهذه الأساليب ورصدها، إذ تواصل معها خلال العام الماضي أكثر من 25 ألف شخص قدموا ملاحظات وشكاوى وبلاغات فائقة الأهمية ساهمت في ضبط مجرمين إلكترونيين.