يعزو مختصون نشوب حرائق في المناطق الصناعية، بين وقت وآخر، إلى وجود الزيوت والمواد القابلة للاشتعال، كالأخشاب وإطارات السيارات، على مسافة قريبة من مصادر الخطر، على الرغم من أن قانون تنظيم علاقات العمل ولائحته التنفيذية، يلزمان أصحاب العمل بتوفير وسائل الوقاية المناسبة لحماية العمال من أخطار الإصابات والأمراض المهنية التي قد تحدث أثناء ساعات العمل، وكذلك أخطار الحريق وسائر الأخطار التي قد تنجم عن استعمال الآلات وغيرها من أدوات العمل، واتباع جميع أساليب الوقاية الأخرى التي تقررها وزارة الموارد البشرية والتوطين.
كما أنهما يحثان أصحاب المنشآت الصناعية على تدريب العمال الموجودين في منشآتهم على التعامل مع الحرائق فور نشوبها، باعتبارهم «المستجيب الأول» للحوادث.
وتفصيلاً، انتشرت أخيراً حرائق في المناطق الصناعية بإمارات مختلفة؛ آخرها حادث حريق في الصناعية رقم ستة بإمارة الشارقة، وهو عبارة عن حريق في محل قطع غيار للسيارات المستعملة. وتم التعامل مع الحريق من قبل فرق الدفاع المدني دون وقوع إصابات.
وفي مارس الماضي، تمكنت فرق هيئة الشارقة للدفاع المدني من السيطرة على حريق شب في مستودع أدوات حديدية بالمنطقة الصناعية السابعة، دون وقوع إصابات بالأرواح.
وفي فبراير الماضي، تمكنت فرق إطفاء الإدارة العامة للدفاع المدني في عجمان بدعم وإسناد من الإدارات الإقليمية في دبي والشارقة وأم القيوين من السيطرة على حريق نشب في مصنع للزيوت والشحوم بمنطقة الصناعية الجديدة.
ونتج عن الحادث احتراق المصنع بالكامل ومطبعة ومستودع للملابس الجاهزة، وتسعة محال تجارية، وبناية سكنية مكونة من طابقين، كما اشتعلت النار في 39 سيارة مصطفة بجانب المصنع ما أدى إلى احتراقها بالكامل، ونتج عنه خمس إصابات.
من جانبها، أطلقت القيادة العامة للدفاع المدني في وزارة الداخلية، أخيراً، مبادرة «سلامة المنشأة» حددت خلالها عدداً من المعايير الواجب اتباعها لتحقيق السلامة في المنشآت الصناعية، ومنها الالتزام باشتراطات السلامة العامة في المنشأة، وتوفير اشتراطات الصحة والسلامة المهنية لموظفي المنشأة، والالتزام باشتراطات تخزين المواد القابلة للاشتعال، والالتزام بالصيانة الدورية لأنظمة الإنذار والإطفاء بالمنشأة، وتعيين فريق للأمن والسلامة يشرف على الجوانب المتعلقة بسلامة المنشأة، فضلاً عن تدريب العاملين كمستجيب أول في المنشأة على التعامل مع الحوادث البسيطة.
وأطلقت هيئة الشارقة للدفاع المدني، الصيف الماضي، حملة السلامة في المناطق الصناعية، استهدفت من خلالها أصحاب المصانع والمستودعات والسكراب والأنشطة الصناعية المختلفة.
واستهدفت الحملة التفتيش الوقائي على اشتراطات السلامة بمختلف أنواعها وتوعية أصحاب المنشآت بأهمية الوقاية وإزالة المخالفات إن وجدت في منشآتهم.
من جانبه، قال خبير في أنظمة الدفاع المدني – تحفظ على ذكر اسمه – إن معظم الحرائق التي تحدث في المناطق الصناعية سببها تماس كهربي أو تخزين مواد قابلة للاشتعال، وكذلك عدم اتخاذ احتياطات أمنية للمواد وعدم تطبيق القانون، لأن الدفاع المدني حدد تصنيفات للمواد الخطيرة والمواد العادية لكل مستودع أو مسكن. وأضاف أن «عدم الالتزام بالصيانة الدورية يتلف المعدات».