سجلت هيئة كهرباء ومياه دبي سبقاً جديداً بدخولها موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية عن أكبر منشأة لتحلية المياه في موقع واحد في العالم بقدرة إنتاجية 490 مليون غالون من المياه المحلاة يومياً، أي ما يعادل مليونين و227 ألفاً و587 متراً مكعباً يومياً.
ويعد هذا ثاني رقم قياسي عالمي تسجله الهيئة عن مجمع محطات جبل علي لإنتاج الطاقة وتحلية المياه، إذ سبق للهيئة أن دخلت موسوعة «غينيس» عام 2021 عن المجمع، وذلك عن أكبر منشأة لإنتاج الطاقة باستخدام الغاز الطبيعي في موقع واحد بقدرة 9547 ميغاوات من الكهرباء.
وتسلّم العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، سعيد محمد الطاير، الشهادة من ممثلي موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية، خلال فعاليات الدورة 24 من معرض تكنولوجيا المياه والطاقة والبيئة (ويتيكس) ودبي للطاقة الشمسية 2022، التي نظمتها هيئة كهرباء ومياه دبي.
وقال الطاير: «انسجاماً مع رؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، فإننا نعمل على توفير بنية تحتية متطورة ومتكاملة للكهرباء والمياه، لتوفير خدماتنا وفق أعلى معايير التوافرية والاعتمادية والكفاءة والجودة، إضافة إلى تأمين مختلف احتياجات الخطط التنموية الطموحة لمواكبة الطلب المتزايد على خدمات الطاقة والمياه وخطط دبي العمرانية والاقتصادية الطموحة».
وأكد مواصلة مسيرة التميز في جميع المجالات وعلى المستويات كافة، والمضي بخطى واثقة نحو الاستعداد للـ50 عاماً المقبلة، وبناء مستقبل مستدام، تحقيقاً لأهداف «مئوية الإمارات 2071»، لجعل الإمارات أفضل دولة في العالم بحلول مئويتها في العام 2071.
وأوضح الطاير أن هيئة كهرباء ومياه دبي تعتمد ثلاثة محاور لاستدامة إنتاج المياه تقوم على الاستفادة من الطاقة الشمسية النظيفة لتحلية مياه البحر باستخدام «تقنية التناضح العكسي» التي تتميز باستهلاك طاقة أقل مقارنة بـ«تقنية التقطير الومضي متعدد المراحل»، ثم تخزين الفائض من الإنتاج في أحواض المياه الجوفية، واسترجاعها وإعادة ضخها إلى شبكة المياه عند الحاجة.
وتابع: «يمتاز هذا النموذج الشمولي المبتكر بالحفاظ على البيئة، ويمثل حلاً اقتصادياً مستداماً ويؤكد قدرة دبي على استشراف المستقبل وصناعته»، لافتاً إلى أن هذا المشروع سيتيح عند اكتماله بحلول عام 2025 تخزين 6000 مليون غالون واسترجاعها عند الحاجة، ما يجعله الأكبر من نوعه في العالم لتخزين مياه الشرب وتوفيرها في حالات الطوارئ. حيث ستوفر هذه التقنية مخزوناً استراتيجياً يمد الإمارة بأكثر من 50 مليون غالون من المياه يومياً لمدة 90 يوماً في حالات الطوارئ، مع ضمان سلامة المياه المخزنة من التأثيرات الخارجية.
من جانبه، قال النائب التنفيذي للرئيس لقطاع الإنتاج في الهيئة، المهندس ناصر لوتاه، إن دخول الهيئة موسوعة غينيس للأرقام القياسية يعتبر تقديراً لجهود الهيئة خلال السنوات السابقة في العمل على بناء أكبر مجمع لتحلية المياه على مستوى العالم، كما أنه دليل على القدرات التقنية والجهود الجبارة التي يقوم بها فريق عملنا في إدارة مجمع ضخم كهذا.
وأوضح أن الهيئة تمتلك 43 وحدة لتحلية المياه بتقنية التقطير الومضي متعدد المراحل (MSF) بقدرة إنتاجية تصل إلى 427 مليون غالون من المياه المحلاة يومياً موزعة على ست محطات، إضافة إلى وحدتين بتقنية التناضح العكسي لتحلية مياه البحر (SWRO) بقدرة إنتاجية تبلغ 63 مليون غالون من المياه يومياً، وبهذا تصل القدرة الإنتاجية الإجمالية للمياه في الهيئة إلى 490 مليون غالون يومياً من مجمع محطات جبل علي لإنتاج الطاقة وتحلية المياه.
إلى ذلك، قال النائب التنفيذي للرئيس لقطاع تطوير الأعمال والتميز في الهيئة، المهندس وليد بن سلمان، إن هذا الاعتراف العالمي الجديد يضاف إلى سجل الهيئة الحافل بالإنجازات العالمية، في وقت تعمل فيه الهيئة على استثمار أحدث تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، في عملها اليومي لترسيخ مكانتها بوصفها واحدة من أبرز المؤسسات الخدماتية حول العالم وأكثرها تميزاً في جميع المجالات.
زيادة القدرة الإنتاجية
تهدف هيئة كهرباء ومياه دبي إلى زيادة القدرة الإنتاجية للمياه المحلاة باستخدام تقنية التناضح العكسي، التي تستهلك طاقة أقل مقارنة بتقنية التقطير الومضي متعدد المراحل، إلى 303 ملايين غالون يومياً بحلول عام 2030، لتصل إلى 42% مقارنة بنسبة 13% من القدرة الإنتاجية الإجمالية حالياً، مع الأخذ بعين الاعتبار أن القدرة الإنتاجية للمياه المحلاة سترتفع عام 2030 لتصل إلى 730 مليون غالون يومياً.
ومن أهم المشروعات التي نفذتها الهيئة أخيراً بتقنية التناضح العكسي، مشروع تحلية مياه البحر في المحطة (K) في مجمع محطات جبل علي بقدرة إنتاجية 40 مليون غالون يومياً وباستثمارات إجمالية بلغت 897 مليون درهم.
• «كهرباء دبي» تعمل على مشروع سيتيح بحلول 2025 تخزين 6000 مليون غالون واسترجاعها عند الحاجة، ما يجعله الأكبر من نوعه في العالم لتخزين مياه الشرب وتوفيرها في حالات الطوارئ.