ما زالت أفواج المهاجرين غير النظاميين تتدفق على الحدود الشرقية للمملكة في الأسابيع الماضية، نظرا إلى ضعف المراقبة بالمناطق الحدودية الجزائرية؛ ما تسبب في تزايد أعداد الوفود القادمة من إفريقيا جنوب الصحراء بمدينة وجدة.
المعطيات المتوفرة لجريدة هسبريس الإلكترونية تشير إلى وفاة خمسة مهاجرين بجبل عصفور بضواحي “عاصمة الشرق”، ينحدرون من غينيا كوناكري والتشاد، حيث جرى نقل تلك الجثث إلى مستودع الأموات بجرادة ووجدة.
في هذا السياق، قال حسن عماري، رئيس جمعية مساعدة المهاجرين في وضعية صعبة بوجدة، إن “حالات الوفاة تسجل بكثرة في صفوف المهاجرين غير النظاميين خلال الفترة الممتدة من نونبر إلى دجنبر بسبب البرد القاسي”.
وأضاف عماري، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “تلك الوفيات تعكس الأعداد الهائلة التي تتدفق على المنطقة الحدودية الشرقية في الأسابيع الأخيرة؛ الأمر الذي أسهم في زيادة أعداد المهاجرين غير النظاميين بوجدة”.
وواصل الفاعل الحقوقي عينه بأن “أغلب المهاجرين غير الشرعيين يعانون من نزيف يتسبب في الوفاة، إلى جانب معاناتهم مع الجوع والعطش”، مبرزا أن “الموجة الحالية من المهاجرين غير النظاميين تنحدر من غينيا كوناكري بالدرجة الأولى”.
وفي هذا الصدد، أكد رئيس جمعية مساعدة المهاجرين في وضعية صعبة بوجدة أن “أعدادا مهمة من المهاجرين غير النظاميين المتمركزين بالمنطقة الشرقية تأتي كذلك من السودان والتشاد والكاميرون ونيجيريا؛ لكن غينيا كوناكري هي التي تحتل المرتبة الأولى في الأسابيع الأخيرة”.
وتعيش غينيا كوناكري وضعا أمنيا هشا بسبب الانقلاب العسكري الذي قادته أطر عسكرية منذ سنة، حيث قبضت على رئيس الدولة وحلت جميع المؤسسات لتقوم بعدها بتنصيب مجلس عسكري استثنائي لتدبير السلطة.
لذلك، قررت مجموعة دول غرب إفريقيا فرض عقوبات تدريجية على المجلس العسكري الحاكم بسبب رفضه إعادة الحكم مجددا إلى السلطة المدنية، بعد وعود الانقلابيين بتسليم السلطة إلى مدنيين منتخبين بعد فترة انتقالية لثلاث سنوات.
وتدفع الانقلابات العسكرية المتواترة بالدول الإفريقية الساكنة إلى الهجرة صوب شمال إفريقيا من أجل الوصول إلى الضفة الأوروبية؛ ما أدى إلى تزايد أعداد المهاجرين غير النظاميين بالمغرب، على وجه التحديد، اعتبارا لقربه من الديار الإسبانية.
المصدر: وكالات