وقف أمين المظالم الاسباني، أنجيل غابيلوندو، أمام السياج الذي يفصل مليلية المحتلة عن محيطها، لرؤية المكان (منطقة الحي الصيني) حيث حاول حوالي 2000 شخص في 24 يونيو الوصول إلى الثغر المحتل.
وكما يذكر مكتب أمين المظالم، عقب زيارته للسياج أمس، فإن هذه “القفزة المأساوية” لقي فيها عشرات الأشخاص مصرعهم على التراب المغربي وجرح أكثر من 300 بين رجال أمن البلدين والمهاجرين.
وأكمل أنجيل غابيلوندو بهذه الزيارة رحلته إلى المدينة المحتلة للوقوف على موقع الحادث وشهادة السلطات، وقوات وهيئات أمن الدولة، والكيانات التي تعمل في المنطقة وأولئك الذين دخلوا الأراضي المحتلة ومحتجزون في مركز الإقامة المؤقتة من المهاجرين (CETI) – حول هذه الأحداث المأساوية.
في غضون يومين من العمل ، قام أمين المظالم بزيارة CETI ، حيث تمكن من مقابلة بعض المهاجرين الذين دخلوا إسبانيا في ذلك اليوم ، والتقى برئيس مليلية، إدواردو دي كاسترو، ومع مندوبة الحكومة، سابرينا موه، ومع الهيئات التي تعمل في المنطقة ومع قادة الشرطة والحرس المدني.
وذهب أمين المظالم إلى مليلية برفقة النائب الثاني ، باتريشيا بارسينا ، وفريق تقني من المؤسسة، وسيتم دمج المعلومات التي تم جمعها هذه الأيام في الشكوى المقدمة من قبل تسعة هيئات حول أحداث مليلية.
وتأتي هذه الزيارة، عقب الإعلان عن خلاصات أولية لنتائج اللجنة الاستطلاعية التابعة للمجلس الوطني لحقوق الإنسان حول “المواجهات غير المسبوقة بمعبر مليلية”، التي خلصت إلى أن عدم تقديم المساعدة من قبل السلطات الإسبانية قد رفع عدد الضحايا.
وخلص تقرير مجلس بوعياش إلى أنه خلال الأحداث المذكورة، لم يتم استخدام الرصاص، مع احتمال فرضية العنف من خلف السياج الحدودي.
وأفاد التقرير بأنه من خلال لقاء مع المصابين، “كانت الأجوبة تفيد بأن الإصابات نتجت عن كون الكل أراد أن يتسلق في نفس اللحظة ونفس الآن”، وأوضح التقرير أن “المعبر مغلق بشكل جيد ولا يمكن فتحه إلا من الجانب الآخر”.
أما عن فرضية العنف من خلف السياج، فقد تحدثت التقرير عن “رفض السلطات الإسبانية تقديم المساعدة والإسعافات رغم سقوط مصابين وضحايا”، متحدثا عما أسماه بـ”النمط غير المسبوق لعبور المهاجرين للسياج”، ساردا وقوع أحداث عنف سبقت مواجهات يوم “الجمعة الأسود”.
وجاء في الوثيقة ذاتها أن “المنطقة عرفت، خلال السنة الماضية وبداية من هذه السنة، وبشكل مفاجئ، وصول أعداد كبيرة من المهاجرين القادمين من شرق إفريقيا، خاصة من السودان والتشاد، علما أن المهاجرين القادمين من إفريقيا الشرقية كانوا يتخذون من ليبيا معبرا رئيسيا نحو الضفة الشمالية”.
المصدر: وكالات