الثلاثاء 14 فبراير 2023 – 10:20
تعرف مدينة الدار البيضاء جدلا بيئيا بسبب اقتلاع العديد من الأشجار في مناطق محلية عدة، مما دفع فعاليات جمعوية إلى مراسلة السلطات العمومية بخصوص دوافع القرار، مؤكدة أن العاصمة الاقتصادية تعاني من قلة المساحات الخضراء في ظل “الغزو الإسمنتي”.
في المقابل، أوضحت جماعة سيدي بليوط المعنية بالنقاش أن “إعادة تهيئة شارع حسن السكتاني مطلب ملح لساكنة حي گوتيي خصوصا، وساكنة المقاطعة الجماعية سيدي بليوط عموما”، مبرزة أن “إعادة تهيئة الشارع استدعت نقل الأشجار في جوانب الشارع، وعددها 132 شجرة، منها 75 شجرة ميتة بانتهاء عمرها الافتراضي، و57 شجرة سليمة ستتم إعادة غرسها في أماكن مناسبة قابلة لاستقبالها في ظروف جيدة”.
ومع ذلك، انتقدت الفعاليات البيئية غياب مخطط جماعي أخضر بالعاصمة الاقتصادية للمملكة رغم التحدي المناخي المطروح، مستنكرة البناء الإسمنتي “الموحش” الذي قضى على أغلب المساحات الخضراء بالمدينة، مما جعل الأسر تعاني مع قلة الفضاءات البيئية بالقطب المالي للمملكة.
وخاض العديد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، خلال مناسبات عديدة، الكثير من الوقفات الاحتجاجية ضد السلطات بالدار البيضاء قصد حملها على وقف هذا الهجوم على المساحات الخضراء، مطالبين إياها بغرس الأشجار في مختلف الشوارع بدل اقتلاعها.
في هذا السياق، قال مصطفى بن رامل، رئيس جمعية المنارات الإيكولوجية، إن “المناطق الخضراء الحيوية تمتص انبعاثات ثنائي أوكسيد الكربون بالمدن الملوثة، وتسهم في تحقيق التوازن البيئي المنشود في ظل التغيرات المناخية العالمية التي أرخت بظلالها على البلاد”.
وأضاف بن رامل، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “مدينة الدار البيضاء فقدت رونقها البيئي بعد غلبة البعد الإسمنتي عليها، حيث اختفت جل المساحات الخضراء التي عوضت بالمباني الإسمنتية”، مبرزا أن “حدائق الماضي كان يعمها البساط الأخضر في مختلف الأحياء”.
وأردف بأن “الجماعات الترابية مطالبة بإعادة تشجير الأحياء والأزقة، خاصة مدينة الدار البيضاء التي تفتقد إلى هذه المساحات الخضراء، حيث تشتكي الأسر من غياب فضاءات بيئية مناسبة للأطفال الذين يحتاجون إلى الحدائق لتفريغ الطاقة السلبية، ما من شأنه إنعاش العقول وتخفيف الضغط على الآباء والأمهات”.
المصدر: وكالات