وجه محمد السيمو، عضو الفريق البرلماني لحزب التجمع الوطني للأحرار بمجلس النواب، انتقادات حادة إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بعد استقباله ممثلين عن الزوايا والجماعات الصوفية بكل من مالي والسنغال، معتبرا ذلك محاولة لاختراق العلاقات الدينية التاريخية التي تربط المغرب بالدول الإفريقية الصديقة.
كلام البرلماني المثير للجدل جاء في اجتماع لجنة القطاعات الإنتاجية بمجلس النواب، اليوم الأربعاء، بحضور وزيرة السياحة، فاطمة الزهراء عمور، حيث قال إن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، “لعنة الله عليه في هذه الساعة، يستقبل إخواننا في الطريقة الصوفية بمالي والسينغال”.
وأضاف السيمو بنبرة يغلب عليها الانزعاج: “تبون يريد أن يخترق الميثاق الذي يجمع المغاربة مع الأفارقة في المجال الديني”، واستدرك قائلا: “أنا متأكد أنه لن يحقق أي شيء، لأن ملوكنا ربونا على ذلك الميثاق ولن يتمكن أي أحد من اختراقه”.
وشدد النائب في مداخلته على ضرورة الاهتمام والعناية بالسياحة الدينية والتاريخية في المغرب، معتبرا أن مدينة القصر الكبير والجماعات المجاورة لها تتوفر على مؤهلات تاريخية كبيرة لا تحظى بالعناية المطلوبة.
وقال: “جماعة السواكن التي تحتضن معالم ومآثر تؤرخ لمعركة وادي المخازن التاريخية، لا تملك حتى مدخلا يليق بها”، مبرزا أن وفدا سياحيا قدم إلى المنطقة “وجدت الحافلة التي تقله صعوبة كبيرة في الدخول إلى القرية”، مطالبا بضرورة العناية بهذا المجال.
وأضاف السيمو أن “النصب التذكاري لملك البرتغال الذي توفي في معركة وادي المخازن الموجود بقرية السواكن، يوجد في وضعية مزرية وخجلنا من أنفسنا أمام الوفد البرتغالي من حالته”، معتبرا أن العناية بهذا المجال “يمكن أن تحقق عائدا كبيرا للمنطقة وجلب السياح، خاصة البرتغاليين، للتعرف على المنطقة”.
وأشار البرلماني ذاته إلى أن جماعة القصر الكبير وجماعة السواكن القروية وقعتا اتفاقا مع وزارة السياحة يتضمن دعما مهما، إلا أن هذا الدعم “ظل في الثلاجة”، مطالبا بضرورة تسريع صرفه وتنفيذه خدمة للمنطقة والمآثر التاريخية التي تزخر بها.
كما حث السيمو وزارة السياحة على التدخل من أجل توفير الدعم اللازم للمنطقة واستثمار إرثها التاريخي والحضاري، مؤكدا أن هذا الاستثمار يمكن أن يشكل “مصدر جذب سياحي كبيرا في أفق مونديال 2030”.
المصدر: وكالات