على بعد أيام قليلة من الموعد الذي حددته محكمة العدل الأوروبية للبت في الطعون المقدمة إليها ضد قرار سابق لها، قضى بإيقاف سريان الاتفاقيات التجارية المبرمة مع بين الرباط وبروكسل، التي تشمل المنتجات السمكية والزراعية، بمبرر “إبرامها دون مواقف سكان الصحراء المغربية”، وبعد لقاء مسؤولين مغاربة وأوربيين وتأكيدهم على عمق الشراكات بين الجانبين؛ أعلنت جبهة البوليساريو، السبت، عن تشكيل “مجموعة لمتابعة المعركة القانونية والثروات الطبيعة”.
وحسب ما أورده بيان لقيادة الجبهة الانفصالية فإن “هذه المجموعة ستتركز على متابعة كل ما له علاقة بالمعركة القانونية والثورات الطبيعية والتقرير عنها، من النواحي القانونية والإعلامية وغيرها، إضافة إلى تسليط الضوء على الملف لدى الرأي العام، وبشكل خاص القضايا المرفوعة أمام الجهات القضائية والقانونية المختلفة”.
تعليقا على ذلك قال محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المركز الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، إن “إعلان البوليساريو عن تكوين هذه المجموعة يأتي في سياق توجسها من صدور الحكم الاستئنافي المرتقب لمحكمة العدل الأوروبية بخصوص اتفاق الصيد البحري بين الرباط والاتحاد الأوروبي، خاصة في ظل إعلان المفوضية الأوروبية عن تمسكها بالشراكة الإستراتيجية والاقتصادية مع المغرب والتزامها بتقديم دفوعات قانونية لصالح هذه الشراكة”.
وأضاف عبد الفتاح أن “مجموعة من المؤشرات تصب في سياق صدور حكم قضائي أوروبي في صالح المملكة المغربية، وينتصر لعمق الشراكة التي تجمعها مع بروكسل”، موضحا أن “تشكيل هذه المجموعة يأتي أيضا في سياق تكريس الاجتهاد القضائي الدولي لشرعية السيادة المغربية على الصحراء، وشرعية تصرف المملكة الكامل والقانوني في أراضيها”.
وخلص المتحدث عينه، في تصريحه لهسبريس، إلى أن “كل هذه العوامل مجتمعة تؤشر على انحصار وتفكك المشروع الانفصالي والمعسكر الداعم له نتيجة التغير الذي تشهده المقاربة الأممية، التي باتت تنحو نحو الواقعية والاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء، من خلال قرارات مجلس الأمن والتقارير الأممية التي تكرس سمو مبادرة الحكم الذاتي على غيرها من المبادرات المتجاوزة”.
من جهته قال محمد عطيف، باحث في العلاقات الدولية، إن “ما أعلنت عنه البوليساريو لا يعدو أن يكون بروباغندا إعلامية من أجل التشويش على التقدم الكبير الذي حققه المغرب، سواء على المستوى الدبلوماسي بنجاحه في الضغط على مجموعة من الدول للخروج بمواقف واضحة حيال وحدته الترابية، أو على المستوى الاقتصادي الذي يجسده تهافت الشركات الأجنبية والأوروبية على الخصوص للاستثمار في الأقاليم الجنوبية للمملكة”.
وأضاف عطيف أن “المغرب نجح في بناء علاقات إستراتيجية ومتشابكة مع عدد من البلدان الأوروبية، في وقت مازال الكيان الوهمي يروج لمجموعة من الأساطير والأكاذيب التي ينفيها الواقع السياسي والاقتصادي الجديد الذي نجح المغرب في تثبيته في صحرائه”.
“البوليساريو وداعموها إنما يريدون عرقلة المسار الدبلوماسي والتنموي الذي حققه المغرب علاقة بقضية وحدته الترابية”، يسجل المتحدث عينه، لافتا في ختام تصريحه لهسبريس إلى أن “المنتظم الدولي والأمم المتحدة نفسها تتجه نحو الحسم النهائي لهذا الملف، ذلك أن مجموعة من الدول التقطت كلمات الخطاب الملكي الذي أكد على محورية قضية الصحراء المغربية في علاقات المغرب الخارجية، وسارعت إلى تصحيح مواقفها بما يخدم مصالحها، في وقت مازالت البوليساريو تتشبث بمطلب أجمع العالم بأكمله على استحالة تحققه”.
المصدر: وكالات