شدّد سفير المغرب بمصر ومندوبه الدائم لدى جامعة الدول العربية، أحمد التازي، على أنّ “مشاركة الوفد المغربي في أشغال القمّة العربية التي احتضنتها الجزائر كانت مثمرة وحيوية وحاسمة رغم الظّروف الصّعبة التي رافقتها”.
وأورد السّفير والدّبلوماسي المغربي، في حوار حصري مع جريدة هسبريس الإلكترونية، أنّ “هذه المشاركة كانت بارزة وفعالة على جميع المستويات، بدءا بالمراحل التحضيرية، ووصولا إلى أعمال القمة”.
وأورد السّفير المغربي والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية أن “المغرب استطاع أن يخرج منتصراً في عدد من مشاريع القرارات، لاسيما إدانة التدخلات الإيرانية في زعزعة الاستقرار والأمن في المنطقة العربية”.
هنا نص الحوار:
أولا كيف تقيّم مشاركة الوفد المغربي في القمة العربية التي احتضنتها الجزائر على مدار يومين؟
تنفيذا لتعليمات جلالة الملك محمد السادس، الخاصة بتطوير العمل العربي المشترك وإضفاء النجاعة على جميع أبعاده السياسية والاقتصادية والاجتماعية، كانت مشاركة الوفد المغربي حيوية وحاسمة ومحورية، رغم الصّعوبات التي رافقتها. وقد اتّسم عمل الوفد بالنّجاعة في جميع مشروعات القرار قبل أن يتم اعتمادها من طرف القمة.
وكانت هذه المشاركة حيوية على جميع المستويات التحضيرية، انطلاقا من مجلس المندوبين الدائمين والمجلس الاقتصادي والاجتماعي ومجلس وزراء الخارجية، وصولا إلى أعمال القمة.
وكان للمغرب رأي حاسم في عدد من القرارات، وإن لم يكن هناك رأي حاسم كان يهيئ الظرّوف المناسبة لتحقيق التوافق بين الدول الأعضاء في العديد من المواضيع ذات البعد السياسي.
مع أعضاء الجامعة والأمين العام كانت كلمتنا مسموعة بفضل توجيهات الملك محمد السادس، والخبرة الطويلة التي راكمها الوفد المغربي.
أين تتجلى هذه المشاركة الحيوية مثلا؟
مثلاً كان هناك مشروع لإصلاح وتطوير جامعة الدول العربية تقدمت به الجزائر خلال بداية الأشغال التحضيرية، وكان لنا موقف واضح ومعقول ومنطقي في هذه النقطة، فاستطاع الوفد المغربي أن يعيد صياغة هذا المشروع، وفقا للقوانين والأنظمة المعمول بها، ونال موافقة الجميع، بما يشمل الوفد الجزائري.
ماذا عن موضوع إدانة التدخل الإيراني؟
ظلّ المغرب متشبثا بالقرارات السّابقة للجامعة العربية والقمم العربية، وخاصة في ما يتعلق بتضامن وتكاتف الدول العربية بعضها مع بعض في وجه التدخلات الإيرانية في شؤونها الداخلية، سواءً بشكل مباشر أو غير مباشر.
داخل الجامعة العربية هناك لجنة وزارية تجتمع قبل مجلس الجامعة، تهيئ القرارات، ومن بينها ما يهم التدخلات الإيرانية في الدول العربية. وكانت هناك محاولة لتجاوز هذا القرار، لكن بفضل تضافر جهود المملكة مع أعضاء اللجنة تم اعتماده من طرف القمة العربية.
كما كانت هناك محاولة لإدخال عبارات لم يسبق استعمالها في القمم السّابقة، مثل “طبقا للحدود المعترف بها دوليا”، وهي عبارة لا علاقة لها بأجندات القمة.
بمعنى أنه كانت هناك محاولات للمس بثوابت قرارات الجامعة؟
نعم كانت هناك محاولات في هذا الاتجاه، وهي محاولات غير منسجمة مع الأفكار والسياقات ومواضيع القمة العربية. وقد أكدنا أننا لكي ندافع عن جامعة الدول العربية يجب أن تكون قراراتها “légaliste” قانونية تتماشى مع الضوابط المعمول بها، حتى لا يقع العبث بمكتسبات وثوابت المؤسسة.
ماذا عن البيان الختامي لأشغال القمة العربية؟
في الإعلان الذي صدر في نهاية أشغال القمة استطاع الوفد إبراز المجهودات الملموسة لجلالة الملك محمد السادس في ما يخص نصرة القضية الفلسطينية والدفاع عن القدس، ومواكبة المسار الأممي لتحقيق التوافقات بين الأطراف الليبية نحو التسوية السياسية انطلاقا من اتفاق الصخيرات، وكذا المساعدات المغربية في إعادة إعمار اليمن ودعم مسار التنمية في جزر القمر.
كلمة أخيرة؟
ليس من السهل تحقيق هذه النتائج في ظل الظروف التي اشتغلنا فيها، والوفد المغربي استطاع أن يخرج منتصرا بفضل التوجيهات الملكية السّامية وخبرته.
المصدر: وكالات