عقد المكتب السياسي لحزب الحركة الشعبية، الإثنين، اجتماعه العادي برئاسة محمد أوزين، الأمين العام للحزب، وبحضور محند العنصر، رئيس الحزب، خصص للتداول في آخر المستجدات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وطنيا ودوليا.
وسجل الحزب، ضمن بلاغ توصلت به هسبريس، النتائج الإيجابية للدبلوماسية الوطنية التي مكنت من محاصرة الأطروحات المشروخة لخصوم وحدتنا الترابية، سواء على مستوى الأمم المتحدة أو في مختلف المحافل القارية والجهوية، مما رسخ مصداقية وجدية المواقف الثابتة للمملكة في تحصين وحدتها الترابية وحشد مزيد من الدعم والتأييد للمبادرة المغربية لحسم هذا النزاع المفتعل تحت سقف السيادة المغربية وعلى ضوء مغرب الجهات في إطار وحدة الوطن والتراب الذي هو خيار لا رجعة فيه.
واستحضر بلاغ “السنبلة” النجاح الباهر للملتقى البرلماني حول حوار الأديان الذي احتضنته مدينة مراكش مؤخرا، معتبرا الرسالة التوجيهية للملك محمد السادس وكذا مخرجات الملتقى عنوانا آخر على مكانة المغرب كمنارة لقيم التعايش والتسامح والعيش المشترك، وأرضا للحوار بين الأديان والحضارات والثقافات تحت سقف إمارة المؤمنين، برصيد تاريخي وأفق مستقبلي مبني على الوحدة في التنوع والتنوع في الوحدة.
ودعا حزب الحركة الشعبية الحكومة ومختلف الوسائط المؤسساتية إلى التعجيل ببلورة وتنزيل سياسات عمومية ناجعة ومتكاملة لترجمة أحكام وفلسفة المغرب الدستوري الجديد ذات الصلة بمكوناته وروافده الهوياتية، وفي صدارتها التعجيل بإخراج المجلس الوطني للغات والثقافة المغربية إلى حيز الوجود.
كما دعا إلى الكشف عن الإجراءات الحكومية المتخذة لتفعيل القرار الملكي السامي والتاريخي بترسيم فاتح السنة الأمازيغية، وكذا الكشف عن سياسة الحكومة في مجال ترسيم وضمان الإدماج الإيجابي للروافد الحسانية والعربية والإفريقية والمتوسطية في البرامج الإعلامية والتعليمية والثقافية والتنموية.
واعتبر حزب “السنبلة” سقف المبادرة الحكومية لمعالجة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة جد محدود، ويكرس العجز البنيوي والوظيفي للحكومة في إنتاج الحلول وحماية القدرة الشرائية للمواطنين، مستغربا ما اعتبره الممانعة غير المفهومة وغير المبررة للحكومة في رفض التدخل لدعم “الكساب” المغربي وإقرار دعم مباشر للأسر، خاصة المعوزة، على شاكلة التجربة النموذجية خلال أزمة كورونا، مشددا على أن دعم استيراد الأغنام خطوة لن تنعكس على أسعار الأضاحي على غرار استيراد الأبقار دون أثر إيجابي ملموس على الأسعار وعلى جيوب المواطنين والأسر.
وبخصوص مخلفات الجفاف وندرة الماء وتبعات الكوارث الطبيعية في بعض المناطق، كما حصل مؤخرا ببعض الأقاليم بجهة مكناس فاس، دعا المصدر نفسه الحكومة إلى الحرص على التنزيل الأمثل والمنصف للتوجيهات الملكية السامية في مجال التخفيف من آثار الجفاف ومعالجة تحدي الماء.
وأضف أنه يتطلع إلى أن تبادر الحكومة إلى تفعيل صندوق التعويض عن مخلفات الكوارث الطبيعية المجمد، وبلورة سياسة عمومية ناجعة في مجال إدارة وتدبير المخاطر، وكذا الكشف عن وظيفة التأمين الفلاحي الذي لا أثر ولا حضور له في ظل هذه الأزمات المتوالية التي يعاني منها الفلاح و”الكساب” وساكنة المناطق القروية والجبلية على مدى موسمين فلاحيين.
وأشار المصدر ذاته إلى الجدل القائم حول مستقبل المجلس الوطني للصحافة، والنقاش الموجه لتعديل مدونة الأسرة والقانون الجنائي، دون الكشف عن مشروع أو مسودة، منبها الحكومة إلى تفادي حس “الغرور الانتخابوي” ومنطق الاستقواء العددي في مقاربة ملفات ذات حساسية سياسية ومجتمعية تهم المجتمع بأكمله، داعيا إلى فتح حوار وطني شامل مؤطر بقواعد الدستور والمصلحة العليا للوطن، وبقيم “تمغربيت” القائمة على الوسطية والاعتدال والمنفتحة دوما على رهانات الحداثة المشروعة.
كما عبر التنظيم السياسي المذكور عن اعتزازه بأداء الفريقين الحركيين بالبرلمان وممثلي الحزب في مختلف الجماعات الترابية وهياكله وأطره ومناضليه، مشيرا إلى إقبال الحزب على تسطير برنامج عملي مؤطر برؤية استراتيجية لاستكمال هيكلته الإقليمية والجهوية والمحلية، والإعلان عن تشكيل لجانه الموضوعاتية، وتنظيم مؤتمرات منظماته الموازية والجموع العامة للروابط الحركية.
كما قرر الحزب عقد الاجتماع الدوري للمكتب السياسي والفريقين الحركيين بالبرلمان في غضون الأسابيع القليلة المقبلة لتقييم المسار ورسم خطة عمل استراتيجية للمرحلة المقبلة برهان تعزيز مكانة الحزب في صدارة المشهد السياسي، واستكمال بناء الأفق الحركي المعتز بتاريخه المشرف وباختياراته الوطنية الصادقة.
المصدر: وكالات