قال يوسف العمراني، سفير المغرب بجنوب إفريقيا، إن “العلاقة بين دول الشمال والجنوب تستدعي ضرورة التحلي بروح المسؤولية المشتركة وتقاسم القيم نفسها”، مؤكدا أن “التعددية في المحيط الأطلسي تسير بسرعتين؛ ما يخالف منطق تعددية الأطراف”.
وأضاف العمراني، في كلمته الافتتاحية لإحدى جلسات منتدى الحوارات الأطلسية المنظم تحت الرعاية الملكية بمبادرة من مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، أن “الواقع الجديد بات يستدعي تغيير السردية القديمة، من خلال بناء اقتصاديات إفريقية قوية تستأثر باهتمام الشمال”.
وأردف السفير المغربي أن “العلاقة بين الشمال والجنوب يفترض أن تؤطرها ثلاثية مفاهيمية هي القيادة والالتزام والرؤية؛ ما يفضي إلى تقاسم الطموح المشترك، لكن التفاعل بين الضفتين يحتاج إلى المناخ المستقر بالمنطقة”.
وذكر المتحدث، في هذا الصدد، بأن “التعاون جنوب-جنوب أملته حيثيات تجارية بالدرجة الأساس؛ لأن شركاءنا الأوروبيين ينظرون في نهاية المطاف إلى حجمك الاقتصادي، من حيث عدد الوظائف ونسبة النمو وماهية سوق الشغل”.
واستطرد سفير المغرب بجنوب إفريقيا، في الجلسة المعنونة بـ”التعددية ذات السرعتين في المحيط الأطلسي الواسع”، بأن “السياقات الحالية تستلزم إعادة التفكير في التفاعل العالمي، الذي ينبغي أن يرتكز على الترابط عوضا عن السلطة والقوة”.
وخلص الدبلوماسي المغربي إلى أن “النظام العالمي ينبني على إحقاق السلام الدولي وفقا للتوافقات الدائمة؛ ما يتطلب البحث عن أرضية مشتركة للتفاهم والتوازن من خلال تعزيز ميكانزمات الدبلوماسية الرامية إلى مد جسور التواصل والتفاهم بين الحضارات الإنسانية”.
من جانبه، قال فينسينزو أميندولا، عضو البرلمان الإيطالي، إن “العالم أمضى عقدا من الزمن في نقاشات عقيمة حول الحكامة الاستراتيجية؛ لكن الواقع الحالي لا يطابق تلك التصورات النظرية، حيث نعاني من هشاشة كبيرة على مستوى المنظمات الدولية”.
وتابع أميندولا بأن “العالم يعاني من أزمات على مستوى المناخ والغذاء والتغير المناخي، وهي أزمات تمس كل الشعوب والقارات دون استثناء؛ ما يتطلب أهمية ربط الواقع المعاش بالتنظير السياسي”، مشيرا إلى “وجود فرص هائلة للتعاون بين الشمال والجنوب في مجالات اقتصادية عديدة”، ليختم بأن “تعددية الأطراف أساسية لتكريس التعايش الدولي وتعزيز الأمان الاقتصادي بعيدا عن المنظور الليبرالي”.
المصدر: وكالات