في ظل ما يشهده قطاع غزة من قصف إسرائيلي مستمر قَتلَ أزيد من 20 ألف فلسطيني، بينهم أزيد من 8000 طفل، دعا عالم اللسانيات المغربي عبد القادر الفاسي الفهري في رأس السنة الجديدة 2024 إلى تضامن يجمع الشعوب والدول “مع أبطال غزة وفلسطين”، مناديا بحداد رمزي.
وفي رسالة مفتوحة، قال الفاسي الفهري: “بعد أيام قليلة، لن نحتفل برأس السنة الجديدة”، ودافع عن ضرورة ألا تشتعل الأضواء، وألا تزهو الفضاءات أو تزخرف المحلات، “حتى يُعاد الضوء والأمل والبسمة إلى غزة العزة، وإلى شعبها الحر البطل، وينعم بالماء والكهرباء والغذاء والدِّفء والوقود والكرامة والحرية”.
وبعد تذكيره بأن “اليهود والنصارى والمسلمين وشعوب العالم” قد “تنكروا ونددوا وصرخوا لما يرتكب من مجازر واغتيالات وإعدامات، وتطاير أشلاء الأطفال والنساء والعجزة والمدنيين، وجرائم حرب، وتربص المجرمين النازيين، وإبادة شعب في غزة وفلسطين”، أردف الأكاديمي قائلا: “لن نحتفل حتى نحتفل بتحرير فلسطين”، خاصة بعدما “انْفَضح (…) الصهاينة بوحشيتهم، ودهسهم للأخلاق، والحقوق، والقوانين الإنسانية الدولية”.
وذكرت الرسالة المفتوحة أن على “دولنا وحكوماتنا” مسؤولية إعلان “الحداد على ما يجري في غزة وفلسطين”، و”ألا توفر الأمن والاستقرار والتعاون مع إسرائيل، إلا إذا توفر الأمن والاستقرار والتعاون مع أبطال غزة وفلسطين”، و”أن تقطع العلاقات مع إسرائيل، حتى تعمل على إنجاح حل الدولتين، بغزة وفلسطين”.
ثم استرسل قائلا: “على دولنا وحكوماتنا أن تصرخ عاليا في وجه أمريكا وإسرائيل وأوروبا؛ أننا شعوب الكرامة الإنسانية والحق والعدل والقانون”، مع العلم أن “الحق والعدل والقانون مع غزة وفلسطين”.
كما بسط الأكاديمي المغربي الحاجة إلى عمل دول وحكومات المنطقة والعالم للمد الفوري لغزة بـ”الماء والكهرباء والغذاء والدفء والوقود، والمؤن والمستشفيات والمدارس المتنقلة”.
وتمسك عبد القادر الفاسي الفهري بضرورة “الصراخ العالي” لدول المنطقة وحكوماتها “في المحافل الدولية، حتى تتوقف الحرب ليعود السلام في غزة وفلسطين”، قبل أن يختم رسالته المفتوحة بقول: “النصر للحق وللعدل والسلام والقيم الإنسانية، وللمقاومة الحرة في غزة وفلسطين”.
تجدر الإشارة إلى أن الأكاديمي الفاسي سبق أن عمّم رسالة مفتوحة، تم تداولها إعلاميا وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، عقب القصف الإسرائيلي لغزة المستمر منذ شهر أكتوبر الماضي، قائلا إن ما يحدث “خطة إبادة شعب غزة، ومحاولة تهجير بعض من شعبها إلى أرض غير أرضه، وتعميق جروح الشعوب العادلة التي تعاني من محور الشر المتغطرس في الغرب، وتوظيف الوحشية والبربرية على حساب مبادئ الحضارة والقيم الإنسانية”، مع انتقاده ودعوته للاحتجاج ضد “الدور الاستعماري القديم والحديث” لدول أوروبية مثل فرنسا وبريطانيا، وضد “المجازر والخطط الإسرائيلية الأمريكية الظالمة”.
المصدر: وكالات