حثٌّ على ربط حياة التلاميذ بالفلسفة عبر القراءة يحضر في سلسلة صدرت للباحث محمد الشبة في عدة أجزاء يجمعها شعار “الفلسفة والحياة”.
وتطمح الأجزاء الستة إلى الإسهام في “التشجيع على القراءة الفلسفية”، بعناوين صادرة عن دار أفريقيا الشرق بالدار البيضاء، تهتم بمواضيع من قبيل “الواجب”، “الدولة والعنف”، “الوعي”، “الغير”، “السعادة”.
و”سلسلة الفلسفة والحياة” سلسلة ديداكتيكية فلسفية، تهتم عناوينُها بـ”مجموعة من المفاهيم الفلسفية المرتبطة بالمقررات الدراسية الفلسفية بالتعليم الثانوي التأهيلي”، وتروم “تقريب التلاميذ من الفلسفة وتشجيعهم على القراءة الفلسفية، وتطوير ملكاتهم التعبيرية والمنهجية، وحثهم على التفكير الذاتي عن طريق التفلسف في الحياة، والمساهمة من خلال كل ذلك في إشاعة روح التفلسف السليم داخل الوسطين المدرسي والمجتمعي”.
وفي تصريح لـ هسبريس، قال الباحث محمد الشبة إن هذه السلسلة تتضمن “مقالات فلسفية مبسطة موجهة إلى تلاميذ سلك البكالوريا على وجه الخصوص، تسعى إلى تشجيع المتعلمين على القراءة الفلسفية، عن طريق إعطائهم نماذج من مقالات تتضمن بعض المواصفات المنهجية والمعرفية التي يمكنهم أن يتمثلوها ويستبطنوها من خلال قراءتهم لمختلف أجزائها، وبعد ذلك يكون بإمكانهم أن يوظفوها في كتاباتهم الفلسفية”، وتابع: “بينت التجربة أن التلاميذ الذين يواظبون على المطالعة هم الذين يتفوقون في الكتابة الفلسفية”.
ثم زاد المتحدث: “إذا كانت الفلسفة تفكيرا في الحياة فإنه لا يمكن للمتعلم في كتابته الفلسفية ولا يمكن للمعلم في درسه سوى استحضار ما تعج به الحياة الإنسانية من وقائع وتجارب مختلفة، من أجل فهم الأفكار الفلسفية وتحليلها ومناقشتها”.
وذكر الباحث ذاته أن “مسألة استحضار الحياة في الدرس الفلسفي وفي الكتابة الإنشائية الفلسفية”، هي التي أوحت له بـ”ضرورة كتابة مثل هذه السلسلة الفلسفية”، التي حاول من خلالها نقل “تلك الأفكار والأمثلة والنقاشات التي كانت تجري بيني وبين تلامذتي داخل الفصل الدراسي، ونحن نتحاور ونتجادل حول الكثير من الإشكالات والقضايا الفلسفية”.
كما سجل أستاذ مادة الفلسفة أنه حاول أن يبسط للتلاميذ الأفكار الفلسفية، مثل ما يجري في الأقسام الدراسية؛ “عن طريق ربطها بحياتهم اليومية، وبما هو متداول في واقعهم الاجتماعي، أو بما يعرفونه من وقائع وأحداث تاريخية خاصة بالأمة العربية الإسلامية أو بباقي الأمم والشعوب”.
ومنهجيا، ترفق هذه السلسلة صورا للفلاسفة، مع أقوالهم وتاريخ عيشهم؛ “من أجل أن يتعرف التلاميذ أولا على وجه الفيلسوف عن طريق الإدراك الحسي البصري، ثم لكي يتعرفوا ثانيا على الفترة الزمنية التي عاش فيها، ويتأملوا ثالثا في مضمون القول الفلسفي المرفق”. كما تُضمَّن النصوصُ “لوحاتٍ فنية وصورا رمزية ومعبرة لها علاقة بمضمون المقال”، في سبيل “ترسيخ تربية جمالية وفنية لدى التلاميذ من جهة، ومن أجل جعل الصورة تساعدهم على مزيد من فهم المحتوى المتضمن في الكتابة، وتشجيعهم على الإقبال على المطالعة الفلسفية والاستمرار في قراءة المقالات براحة نفسية أحسن من جهة أخرى”.
وتبرز أهمية هذا العمل، وفق مؤلفه، في إمكان إفادة “عموم التلاميذ”؛ عن طريق تبسيط الأفكار الفلسفية لهم، وتقريبها من حياتهم اليومية وواقعهم الاجتماعي، وهو ما من شأنه “أن يجعلهم يفكرون فيها بشكل ذاتي وشخصي انطلاقا من خبرتهم الخاصة في الحياة”.
المصدر: وكالات