استطاعت أسماء المدير، المخرجة السينمائية المغربية، حصد مجموعة من التتويجات في مهرجانات دولية من خلال فيلمها الوثائقي الجديد “في زاوية أمي”، الذي اختارت من خلاله الغوص في قصة والدتها ورحلة طفولتها بالقرية إلى جانب مجموعة من النساء وحكتها بطريقتها الخاصة.
وفي حوار مع هسبريس، تتحدث أسماء المدير عن تفاصيل شريطها الوثائقي وقصته، وتبدي رأيها في جودة الأفلام السينمائية المغربية إضافة إلى حضور المرأة في هذه الأعمال.
حديثينا عن شريط “في زاوية أمي”
فيلم “في زاوية أمي” ينطلق من بطاقة بريدية، لأن والدتي كانت دائما تروي لي أنها ولدت في القرية الموجودة في البطاقة التي كانت ترافقني خلال قراءة الكتب؛ فقررت من باب الفضول زيارة مسقط رأسها الذي غادرته قبل سنوات، فذهبت واستقررت في المكان نفسه لخمس سنوات من أجل الإعداد للفيلم وبنيت علاقة جميلة مع نساء القرية.
ما هو موضوع الفيلم؟
الفيلم يحكي عن جميع نساء الزاوية اللواتي تقربت منهن وعشت معهن، وهو بعيد عن كل “الكليشيهات” والطابوهات وما شوهد من قبل حول القرية؛ لأن الفيلم يصور جماليتها ويظهر أنه رغم الكثير من الصعوبات والمشاكل فإن هناك كمية كبيرة من الحب.
من أين تستوحين مواضيع أعمالك الفنية؟
أستوحي مواضيعي من الصور؛ فكل أفلامي تنطلق من صورة. أشتغل كثيرا مع الجزيرة الوثائقية التي شعارها “وراء كل صورة حكاية”؛ وهو شعاري أيضا، لأن الحكاية تحكى بطريقة مغايرة.. فمثلا المرأة عندما تروي حكاية عن النساء تكون هناك حساسية كبيرة والموضوع نفسه يمكن أن يحكيه مخرج مغربي فيعطينا نظرة أخرى رغم وجود الحساسيات أيضا ولكن ليس بالحدة الأولى.
ما رأيك في جودة الأفلام السينمائية المغربية المعروضة اليوم في القاعات؟
أرى اليوم أن المهم هو وجود كثرة، وهناك كم وكيف في الأفلام، وهناك دعم أكثر ودينامية توفر سينما متنوعة للجميع؛ فهناك سينما للجمهور وسينما للمؤلفين والأكشن.. إذن يوجد تنوع، ولا يمكن أن نقول إن هذه أفضل من الأخرى ونظلم جمهورها.. بالنسبة لي يجب تقبل كل أنواع السينما في المغرب؛ فمثلا في الأوسكار يشارك فيلم مغربي واحد، على الرغم من أن عددا كبيرا من الأفلام يصنع في السنة؛ لكن هذا أمر مفرح.
لقد كنت حاضرة في مهرجان “كان”، وشاهدت شريط “أزرق قفطان” للمخرجة مريم التوزاني وشجعته كمغربية تدعم بلادها مثل تشجيعنا للمنتخب.. فنحن نكون سعداء عندما نرى فيلما يمثلنا كمغاربة؛ فإذا رشح فيلمين فقط في السنة فهذا نجاح أيضا، لأنه ليس من السهل الحضور في مهرجانات عالمية، هي معادلة صعبة جدا أن تتحقق.. لذلك، أصفق لكل من استطاع تحقيق ذلك.
هل استطاعت المرأة فرض اسمها في الساحة السينمائية؟
المرأة كانت دائما موجودة في الساحة؛ لكن اليوم أصبحت متواجدة بكثرة.. هناك حضور كبير جدا لسينما المرأة المغربية عالميا، والدليل هو أن مهرجانا عالميا كـ”إدفا” مثلا سنة 2020 قدم “سبوتلايت” عن الأفلام الوثائقية، وكانت أربع نساء مغربيات مشاركات من بينهن أنا. لذلك، أرى اليوم الحمد لله أن هناك طفرة، ونحن سعداء جدا لأن هناك التفاتة ودعما عالميا للمرأة.
ما هي مشاريعك الفنية الجديدة؟
أشتغل على أفلام حول أمي؛ الأول هو “في زاوية أمي”، والثاني الذي فاز بجوائز كبرى هو الآن في مرحلة التوضيب وسيرى النور قريبا إن شاء الله.
المصدر: وكالات