المعرض الدولي للفلاحة بمكناس يوسع آفاق التعاون الثنائي بين المغرب وإسبانيا

في وقت تبصم فيه العلاقات المغربية الإسبانية على أزهى فتراتها من حيث زخم ودينامية التعاون في مختلف المجالات، لا سيما الفلاحة، خاصة بعد زيارات متتالية حملت مسؤولين رفيعي المستوى من الجارة الشمالية إلى المغرب، جاءت مشاركة إسبانيا كـ”ضيف شرف” في الدورة السادسة عشرة للمعرض الدولي للفلاحة بمكناس لتُمثل شاهدا حيّا على تميز العلاقات بين الرباط ومدريد.

وحسب معطيات استقتها جريدة هسبريس الإلكترونية خلال زيارتها للجناح الإسباني وسط “القطب الدولي” بالمعرض، فإن الحضور الإسباني جاء ممثلا بحوالي 35 شركة ومقاولة متعددة التخصصات والتقنيات الفلاحية استعرضت لعدد من الزائرين أقبلوا بكثافة على اكتشاف جديد المَكْنَنة الزراعية في إسبانيا، خاصة في مجالات أنظمة الري الفلاحي والزراعات البيولوجية.

كريستينا ألفاريز سيلفيرا، مسؤولة في المكتب الاقتصادي والتجاري التابع لسفارة إسبانيا بالمغرب، أكدت، في تصريح لجريدة هسبريس، أن “المشاركة الإسبانية في ملتقى ‘SIAM 2024’ تشمل ميادين متنوعة التقنيات والتخصصات ذات الصلة بمجال الزراعة وتدبير مياه السقي والتسميد، فضلا عن اقتراح شركات إسبانية لحلول متقدمة في مجال التسميد وتغذية النباتات والمزروعات وبسْط حلول ذكية لضخ المياه بالطاقة الشمسية”.

ولفتت المسؤولة الإسبانية الانتباه إلى أن “موضوعةَ هذه الدورة حول المناخ والفلاحة وتأثيراتهما المتبادلة، باستحضار آفاق وتحديات الزراعة المَرنة، يجعلنا نحاول الاستفادة من كل قطرة ماء متوفرة، خاصة أن مناخيْ إسبانيا والمغرب متشابهان ومُماثلان في عدد من الخصائص”.

وفي حديثها لهسبريس، لم تُخف ألفاريز سيلفيرا محورية المشاركة الإسبانية في هذه النسخة السادسة عشرة من الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس التي تستضيف إسبانيا بمثابة بلد شرف، قائلة: “إننا نفخر بذلك، خاصة أن المكتب الاقتصادي الإسباني بالدار البيضاء وفّر سبل حضور ومشاركة 35 شركة إسبانية متعددة القطاعات الفلاحية.. نحن سعداء جدا لتوطيد هذه العلاقات الثنائية، حيث حققت كِلا المملكتَيْن أرقاما قياسية من حيث الصادرات والواردات الفلاحية المتبادلة في السنين القليلة الماضية”.

وتابعت موضحة أن “الشركات الإسبانية تحتل مرتبة “شركاء غاية في الأهمية” في السياق الزراعي بهدف تقديم مشاريع مبتكرة في المجال الزراعي، خاصة بالنسبة لأنظمة الريّ، وإدراكا لأهمية توفير المياه والاقتصاد في استهلاكها مع توفير المنتجات الزراعية 4.0″.

وعن الإقبال على الجناح الإسباني، قالت المسؤولة الاقتصادية بسفارة إسبانيا إن “اللافت في دورة “SIAM” هذا العام هو أنه كان لدينا الكثير من الزوار المغاربة، سواء من العموم أو فئات المستثمرين ورواد الأعمال ومحتضني المشاريع في القطاع الفلاحي”، معتبرة أن ذلك “يسلط الضوء على توافد المغاربة على الاطلاع على جديد المنتجات أو المعدّات الفلاحية الإسبانية”.

واسترسلت شارحة للجريدة: “وبالتالي فإن المنتجات التي تُقدمها وتعرضها الشركات الإسبانية هذه السنة تَجذب انتباه المغاربة، كما أن عامل القُرب الجغرافي وتشابه نوعية الزراعات بين المملكتين المغربية والإسبانية يغريان عديد المستثمرين بذلك”، خاتمة بأن “أحدَث حلول التسميد المقترحة ومراقبة سقي المزروعات والتحكم في نسبة المياه المستهلكة تُسهم في جعل المحاصيل أكثر وأجوَدَ من خلال إنفاق أقل”.

حضورُ الشركات الإسبانية، الذي عاينته جريدة هسبريس، مع “لقاءات ثنائية” بين رجال أعمال ومستثمرين مهتمين مغاربة وإسبان، أكدته حنان الزودي، مسؤولة بشركة إسبانية متخصصة في صناعة وتسويق معدات السقي الفلاحي، التي صرحت لهسبريس بأن “الشركة الإسبانية التي تمثلها بالمغرب موجودة فعليا بفرع في المغرب وتَنشط منذ العام 2007”.

وأضافت المصرحة، ضمن شهادتها، “هذه ثالثُ مشاركة لنا في ملتقى ‘سيام’ ولاحظنا مع زملائنا الإسبانيين نموا متصاعدا في جودة وقيمة الفرص التي تتيحها السوق الفلاحية المغربية، والتي يجب عدم تفويتها”، مبرزة أن “الإقبال على جميع أنواع معدات الري الفلاحي ذات الصنع الإسباني كان دائما باهتمام كبير بادٍ من طرف الفلاحين والمزارعين المغاربة”، عازية ذلك إلى عامل القرب الجغرافي والتشابه بين فلاحتي البلدين.

واعتبرت حنان الزودي أن “الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس قد أضحى منصة لتبادل الخبرات والتجارب بين البلدين، فضلا عن ممارسات فضلى لتطوير هذا القطاع الواعد”.