الأربعاء 4 يناير 2023 – 01:00
أثار باحثون أكاديميون في السوسيولوجيا، الثلاثاء بكلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة محمد الأول بوجدة، النقاش حول المقاولة المغربية وإشكاليات التنمية والتحديث وتشغيل المهاجرين، في ندوة وطنية علمية نظمتها شعبة علم الاجتماع بالكلية ذاتها بتنسيق مع فريق البحث السوسيولوجي بمختبر “استراتيجيات صناعة الثقافة والبحث السوسيولوجي والاتصال” وماستر “الهجرة المجال والمجتمع”.
وسعت الندوة، التي شارك بها أساتذة من مختلف جامعات المغرب، إلى مقاربة المشاكل التي تعترض التصورات الاستراتيجية الناجعة لتأهيل وتحديث المقاولة المغربية من منظور سوسيولوجي، سواء في علاقتها (المقاولة) مع ذاتها أو محيطها الاجتماعي والاقتصادي والثقافي، ثم علاقتها بالهجرة العائدة وفرص الاستثمار بالمغرب؛ وذلك من خلال دراسات سوسيولوجية وأنثروبولوجية وسيكولوجية وقانونية.
وحاول المتدخّلون تشخيص واقع المقاولات المغربية عموما والمقاولات بجهة الشرق خصوصا، ومدى استجابة المهاجرين العائدين لفرص الاستثمار بجهة الشرق، وتحديد مدى استجابة مقاولات جهة الشرق لحاجيات تشغيل الشباب العاطل، ودرجة مساهمة المقاولات في عملية تحديث المجتمع بجهة الشرق، ثم مدى نجاعة البرامج المقاولاتية ودورها في التشغيل الذاتي وفي خلق المقاولات الصغرى بالجهة.
وعبر ثلاث جلسات علمية، تتوخى الندوة الوطنية تقديم مقترحات وحلول لقضايا التنمية والتحديث وتدبير إشكالية تشغيل المهاجرين عبر استحضار السياسة الاقتصادية المتبعة في المغرب والميثاق الجديد للاستثمار الذي أدى إلى تحفيز المغاربة المهاجرين عبر العالم على المساهمة في التنمية الاجتماعية، عبر الانخراط في تأسيس المقاولات بكل أصنافها.
في كلمة بالمناسبة، قال يحيى عمارة، مدير مختبر “استراتيجيات صناعة الثقافة والبحث السوسيولوجي والاتصال”، إن هذه الندوة تندرج ضمن رؤية جامعية استراتيجية تقوم على ثلاث ركائز؛ أولاها العمل على التفكير في طرح الأسئلة البحثية العلمية الجديدة، ثم الثقافة باعتبارها محورا اجتماعيا معرفيا إنسانيا، وأخيراً الاعتراف بالجميل لمن أسهموا في بناء الطالب المغرب كأساس لأفق السيرورة العلمية الإنسانية الجامعية.
في السياق ذاته، كانت الندوة العلمية فرصة للاحتفاء بالتجربة العلمية لكل من عبد السلام الفراعي ولحبيب امعمري، الباحثين السوسيولوجيين بجامعة محمد بن عبد الله بظهر المهراز بفاس؛ “تجسيدا لثقافة الاعتراف ولإسهامهما في تأسيس الدرس السوسيولوجي المغربي تدريسا وتأطيرا وتأليفا”، وفق الجهة المنظمة.
وعن المحتفى بهما، قال عبد الحق البكوري، أستاذ علم الاجتماع بجامعة محمد الأول، إن “السوسيولوجيين كان لهما الفضل في تأصيل نوعية التكوين السوسيولوجي المتميز بجامعة محمد بن عبد الله بظهر المهراز بفاس؛ ما أكسب الطلبة آليات التفكير النقدي والعين السوسيولوجية الدقيقة، وحثهم على الإلمام المعرفي النظري والمنهجي بعيداً عن ترّهات الإيديولوجيات”، وفق تعبيره.
المصدر: وكالات