قال مصطفى بايتاس، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان، والناطق الرسمي باسم الحكومة، وعضو المكتب السياسي لحزب “التجمع الوطني للأحرار”، إن الحكومة لن تتخذ تدابير ترهن بها مستقبل الأجيال القادمة، في إشارة منه إلى إمكانية لجوئها للاستدانة الخارجية لمواجهة تحديات الأزمة العالمية لارتفاع الأسعار.
وأوضح بايتاس أن الحكومة وعلى الرغم من أنها باتت تتخذ في ظل الظرفية الراهنة قرارات صعبة، غير أن المغاربة يتفهمون سياقها، قائلا: “الحكومة الحالية جاءت في سياق صعب، لكن مكيخلعناش”، مخصصا حيزا مهما من كلمته للحديث عن ارتفاع أسعار الطاقة على المستوى العالمي، والتي كانت لها أيضا انعكاسات على المستوى الوطني.
وتعليقا على الارتفاع المهول في أسعار المحروقات، كشف القيادي التجمعي، أن أسعارها بلغت يوم الثلاثاء الماضي في روتردام 1447 دولارا للطن من المحروقات، علما أن الطن الواحد منها يتضمن 1198 لترا، وبما أن سعر صرف الدولار مقابل الدرهم يصل إلى 10.08، يضيف بايتاس، فهذا يعني أن سعر لتر واحد من الغازوال في روتردام يصل إلى 12 درهما، من دون أن نضيف إليه تكلفة التنقل، والتخزين، ثم ضريبة الاستهلاك والضريبة على القيمة المضافة، إضافة إلى هامش الربح بالنسبة للمستورد ثم هامش الربح بالنسبة للبائع، قبل أن يشدد المتحدث على أن حكومة أخنوش تدبر هذا الملف بكل شفافية.
وعلاقة بالدعوات النقابية لجبهة الدفاع عن “سامير” قال بايتاس، إن الحكومة ليس لها مشكل في إعادة تشغيل المصفاة، لكن من سيعطينا 4500 مليار سنتيم؟؟، وهي كلفة مديونية لاسامير”، قبل أن يشير أيضا إلى أن المصفاة يمكن أن تلعب دورا في الأزمة الحالية، لكنها لن تحلها بنسبة 100 في المائة يضيف بايتاس.
وفي ما يتعلق بالنقاش الدائر حول دعم الدولة لأثمنة المحروقات، كما كان معمولا به قبل سنوات في إطار صندوق المقاصة، شدد المتحدث ذاته، على أن الأمر سيكلف الحكومة 65 مليار درهم، وإذا تم ذلك فالحكومة لا يمكن أن تفي بالتزاماتها في ما يتعلق بالصحة والتعليم والتشغيل والاستثمار”.
وشدد بايتاس الذي كان يتحدث، زوال اليوم السبت من مدينة العيون، في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الجهوي لحزب “الأحرار” بجهة العيون الساقية الحمراء على أن الحكومة وفي إطار دعم القدرة الشرائية لعموم المغاربة، تقوم بدعم استيراد القمح اللين، حتى يبقى ثمنه مستقرا، موضحا أن الحكومة في وقت سابق كانت تجني من الضريبة على استيراد القمح سنويا حوالي 800 مليون درهم، وقامت بعد ارتفاع ثمنه في السوق الدولية، بإعفاء المستوردين من أداء هذه الضريبة، كما أنها تقوم حاليا بدعم المستوردين بـ 200 درهم للقنطار الواحد، حتى يبقى ثمنه مستقرا في السوق المحلية.
وفي ما يتعلق بدعم سعر غاز البوتان، أكد عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، أن الثمن الحقيقي لقنينة غاز البوتان التي يبلغ ثمنها المدعم حاليا 40 درهما، يتراوح ما بين 140 و 150 درهما، مشيرا إلى أن 8 ملايين عائلة مغربية تستعمل الغاز في بيوتها وتستفيد جميعها من الدعم.
وفيما يخص موضوع ارتفاع أثمنة الكتب المدرسية، نفى بايتاس أن تتم الزيادة في ثمنها، في الموسم الدراسي المقبل، مشيرا إلى أن الناشرين تواصلوا مع الحكومة، بغرض الرفع من أثمنة الكتب المدرسية نتيجة ارتفاع أثمنة الورق دوليا، قائلا: “الكتاب مغديش يتزاد وغيبقا فنفس السعر ديالو”.
وقال بايتاس أيضا في مؤتمر حزبه من العيون اليوم السبت، المستقبل سينصف الحكومة التي يرأسها عزيز أخنوش، مؤكدا أن الحكومة الحالية تشتغل بعينين إثنين، الأولى منصبة على إصلاح قطاعات الصحة والتعليم والتشغيل ودعم الاستثمار، وأخرى منصبة على تدبير انعكاسات الأزمة الاقتصادية العالمية على المغرب.
المصدر: وكالات