تمنى نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، أن تكون الدعوات الجديدة لتغيير مدونة الأسرة، مبادرة هامة، من شأنها أن تساهم في تجاوز العوائق التي تتجسد في الواقع اليومي، والتي تستلزم وقفة فكرية بعيدا عن أي تطاحنات سياسية أو فتنة مجتمعية، وقال بنعبد الله: “نريد أن يتم ذلك، بالسلاسة الضرورية، وكذلك بالقوة النضالية لأنه لا شيء يمكن أن يأتي من دون طرح نضالي وفكري”.
وقال بنعبد الله، إن الإشكاليات التي تطرحها بعض مقتضيات مدونة الأسرة على مستوى الواقع، هي جزء أساسي من إشكالية المساواة والمناصفة، وهي مقتضيات يتعين مقاربتها بأبعاد سياسية واجتماعية وحقوقية وثقافية، وبأبعاد أخرى قيمية، لأننا”بصدد مناقشة مسألة أساسية تتعلق بحياتنا اليومية، وحياة الأسر المغربية المجسدة لعلاقة الرجل والمرأة، وفي تأسيس الأسرة وكيف يمكن لهذه الأخيرة، أن يكون لها مسار طبيعي، غني وثري متقدم ومتحضر في ظل المساواة المطلقة بين الرجل والمرأة.
ونبه بنعبد الله، في مداخلة له على هامش الندوة التي نظمها الفريق النيابي للتقدم والاشتراكية ومنتدى المناصفة والمساواة حول موضوع: “إصلاح مدونة الأسرة… الآن … ولابد “، إلى سلبية التأويلات التي تتم لبعض النصوص، والتي تستدعي جعل قضية المساواة مسألة أساسية، وتكون مراجعة المدونة مصدرا لبعث الروح، في النضال الديمقراطي، والحقوقي، ومشروعهما.
وقال زعيم التقدم والاشتراكية، إننا: “بحاجة إلى الحيوية السياسية التي باتت ناقصة على مستوى النضال السياسي للأحزاب السياسية، وبحاجة لبعث الروح لهذه المطالب الديمقراطية، والحقوقية والمساواتية”.
وفي الوقت الذي سجل فيه بنعبد الله، بعضا من إيجابيات مدونة الأسرة، فإنه كشف أيضا وجود إكراهات وعوائق على مستوى تنفيذها.
وتساءل الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، كيف يمكن أن نطور مدونة الأسرة، وكيف يمكن أن نطرح ونحدث الحركية نفسها، والرجة الجماعية التي كانت تطالب بمراجعة مدونة الأسرة في بداية القرن، والتي كانت تتويجا لمسار نضالي؟.
وأكد المتحدث ذاته، أنه بالحديث عن مراجعة مدونة الأسرة، “فإننا بصدد مناقشة أبعاد أساسية، في المشروع المجتمعي الذي نؤمن به، والذي نعتبر أنه تجسد إلى حد ما في الدستور الذي تمت المصادقة عليه في 2011”.
لكن السؤال الذي يبقى مطروحا بالنسبة لزعيم التقدم والاشتراكية، هو “هل تجسد هذا المشروع في مختلف معانيه؟!!، إن على مستوى الممارسة، والواقع؟!!، ذاك موضوع آخر يشدد بنعبد الله، وهو أمر حسب تحليله، “يخضع لما يتعين أن نقوم به سياسيا وجمعويا وثقافيا من أجل أن نطوره” يضيف الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية.
المصدر: وكالات