نبه خبراء إلى أن القارة الإفريقية تواجه تحدي النمو الديمغرافي القائم على الزراعة المعيشية عوض نهج اقتصادي يستحضر التغيرات المناخية وتأثيرها على المواطنين.
وذكر خبراء ضمن ندوة نظمتها مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط حول التكوين الفلاحي في مواجهة قضايا المناخ، الثلاثاء، أن الزراعة تساهم بـ32 في المائة في الناتج الإجمالي للقارة السمراء لكنها تسجل نسبة ضعيفة من الطلبة المتخصصين في الفلاحة.
وأجمع هؤلاء الخبراء على ضرورة تشجيع الشباب على التوجه لقطاع الفلاحة، وتوفير تكوين جيد لهم يأخذ بعين الاعتبار التحديات التي يفرضها التغير المناخي.
الندوة عرفت مشاركة ماري سيروني، مستشار اقتصادي في الفلاحة عضو الأكاديمية الفرنسية للفلاحة، الذي أشار إلى أن القطاع الفلاحي سيصبح أكثر تعقيدا مع تغير المناخ وهدف حيادية الكربون في أفق السنوات المقبلة.
وأبرز سيروني أن مهنة الفلاحة في العالم تتغير بسرعة كبيرة، وهو ما يتطلب مهارات وتقنيات لمواكبة المشاكل التي تطرح في هذا القطاع مع تزايد تأثير التغير المناخي.
من جهتها، قالت أناستازيا بوشرون، مديرة الشؤون الاجتماعية في الجمعية الوطنية للصناعات الغذائية بفرنسا، إن هناك حاجة لتنويع المهن الزراعية أخذاً بعين الاعتبار التحولات البيئية والمناخية والتكنولوجية والرقمية، وذلك من خلال تعديل أنماط التشغيل والتصنيع.
وشددت بوشرون على ضرورة أن تلعب الجامعات دورا أكبر في التحول الزراعي، وذلك من خلال توفير التدريب المناسب للجيل الجديد من الشباب الذي يبتعد بشكل متزايد عن قطاع الفلاحة.
ونبه برونو جيرار، أستاذ بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية ببنجرير، إلى افتقار القطاع الفلاحي إلى الأطر الكافية، وقال إن التدريب المتاح حاليا يحتاج إلى تحسين لضمان الأمن الغذائي وتطوير قطاعات يمكنها استيعاب عدد كبير من الشباب في المهن الفلاحية.
وأوضح جيرار أن مهنة المهندس الزراعي، مثلاً، لا تعتمد فقط على الإلمام بالتقنيات الجديدة، ولكن أيضاً المهارات الشخصية.
وخلال هذه الندوة، جرى تقديم تجربة فرنسا في القطاع الفلاحي، حيث إن 70 في المائة من الإنتاج الفلاحي يتم تثمينه في الصناعات الغذائية. وبالتالي، فإن 80 في المائة من المنتجات المستهلكة في فرنسا مصنوعة محليا.
ويعتبر قطاع الصناعات الغذائية أول قطاع صناعي في فرنسا بحوالي 15479 شركة تشغل مجتمعة أكثر من 436 ألف شخص، وتحقق رقم معاملات يناهز 198 مليار يورو.
لكن فرنسا تواجه تحدياً يتمثل في شيخوخة أغلب المشتغلين في القطاع الفلاحي؛ إذ يتجاوز من هم في سن 55 سنة فما فوق نسبة 60 في المائة، وهو ما يستدعي تجديد الجيل عبر تشجيع الشباب.
المصدر: وكالات