أشرف الملك محمد السادس، خلال الزيارة الملكية التي قام بها إلى مدينة تنغير (كانت تابعة لعمالة ورزازات) سنة 2005، على إطلاق أشغال إنجاز القطب الحضري الذي يضم ثلاثة أشطر: المجد 1 والمجد 2، والمجد 3، وتم تكليف شركة العمران بإنجاز هذه المشاريع السكنية.
وقام المئات من المواطنين ببناء منازلهم بالقطب الحضري في أشطره الثلاثة، وقد انطلقت عملية البناء بشكل متسارع، إلى جانب بناء مقر المحكمة الابتدائية ومقر عمالة الإقليم ومدرستين ابتدائيتين وإعدادية ثانوية وملعبين للقرب، فيما لم يتم بعد بناء مركز صحي وباقي المصالح الإدارية.
حسن غرغيز، من ساكنة القطب الحضري، قال إن الساكنة ما تزال تعاني من مجموعة من المشاكل، أهمها غياب مجموعة من الإدارات، وعلى رأسها مقاطعة إدارية خاصة بالقطب الحضري، وغياب وسائل التنقل من وإلى مركز المدينة وباقي الأحياء السكنية، وغياب مقبرة لدفن موتى القطب الحضري.
وأضاف غرغيز أن ساكنة القطب الحضري بأشطرها الثلاثة تضطر إلى نقل جثامين موتاها إلى المقابر المجاورة لدفنها، مستغربا غياب مقبرة خاصة بهذه الساكنة التي شيدت منازلها بالقطب الحضري الذي سبق للملك محمد السادس أن دشنه وأعطى انطلاقة أشغال إنجازه.
واستنكرت ساكنة القطب الحضري غياب مجموعة من المشاريع والإدارات التي يجب بناء مقراتها في القطب الحضري، ملتمسة من السلطة الإقليمية التحرك من أجل إيجاد حلول للمشاكل التي تعيشها، حسب تصريحات متطابقة لعشرات المواطنين الذين التقت بهم هسبريس.
“لا يعقل أن هذا القطب السكني الذي دشنه الملك لا يتوفر على مقبرة”؛ تقول سيدة في عقدها السابع تدعى خدجو وتقطن بالمجد 1، مضيفة أن الملك “لو علم بأن أحد المشاريع التي سبق أن دشنها لا يتوفر على مقبرة لغضب على المسؤولين”، داعية الساكنة المحلية إلى “تحرير ملتمس جماعي وتوجيهه إلى الملك من أجل التدخل في هذا الأمر”.
وأردفت المتحدثة ذاتها، في تصريح لهسبريس، أن “المسؤولين أكدوا أن بناء المقبرة من اختصاص مندوبية الأوقاف والشؤون الإسلامية والجماعة الحضرية”، مطالبة من هذه القطاعات توفير وعاء عقاري لبناء مقبرة خاصة بالقطب الحضري، لا سيما وأن الأخير عرف نموا ديمغرافيا متسارعا.
كما طالبت خدجو أيضا بـ”بناء مركز صحي بالقطب الحضري، ومقاطعة إدارية، وسوق للخضر والفواكه وباقي المنتوجات لتنشيط الرواج الاقتصادي بهذه المنطقة”، على حد تعبيرها، معتبرة أن “القطب الحضري يجب أن يحظى بمكانة جيدة لكونه مشروعا ملكيا ضخما”.
في المقابل، أكد محمد بنجلون، المدير الجهوي لشركة العمران بدرعة تافيلالت، أن القطب الحضري تم إنجازه وفقا لدفتر تحملات مصادق عليه، مشيرا إلى أن “إنجاز المقبرة لا يدخل ضمن اختصاصات الشركة صاحبة التجزئة السكنية، كما هو الشأن لباقي الإدارات العمومية”، مذكرا أن هناك وعاء عقاريا تم تخصيصه لبناء بعض الإدارات العمومية.
وأضاف بنجلون، في تصريح لهسبريس، أن “شركة العمران قامت بتنفيذ جميع بنود دفتر التحملات الخاص بالقطب الحضري، وحاليا تتم إعادة تأهيل جميع الشوارع والأزقة، وتأهيل الأرصفة بجميع أشطر القطب الحضري بغلاف مالي جد مهم”، موردا أن “الأشغال تسير بوتيرة جيدة”.
المصدر: وكالات