عاشت الجهات الجنوبية الثلاث للمملكة طيلة السنوات الماضية على وقع تنزيل مجموعة من المشاريع والأوراش الكبرى، التي تروم تقوية البنية التحتية بمدن وأقاليم الصحراء المغربية وتمكينها من كافة ظروف العيش والاستقرار، موازاة مع تحويلها إلى وجهة مغرية للراغبين في الاستثمار.
ويعتبر سد فاصك الكبير واحدا من المشاريع الكبرى للمملكة التي يجري تشييدها بإقليم كلميم، وهو يندرج في إطار برنامج التنمية المندمجة للجهة الموقع أمام أنظار الملك محمد السادس بمدينة الداخلة سنة 2016.
ورصدت لهذا المشروع الاستراتيجي، الذي ينتظر أن يبصم على دفعة سوسيو اقتصادية بجهة كلميم وادنون، ميزانية تناهز 150 مليار سنتيم، وقد بلغت نسبة تقدم أشغاله إلى حدود اليوم 80.5 في المائة، ومن المرتقب أن تنتهي هذه الأشغال بشكل كامل منتصف السنة القادمة.
وتصل الحقينة الإجمالية لسد فاصك الكبير 80 مليون متر مكعب، ويعد من أكبر السدود على الصعيد الوطني من حيث حجم خرسانته المدكوكة، التي تبلغ مليونا وخمسمائة ألف متر مكعب.
وبلغ عدد اليد العاملة المشتغلة في تشييد هذا المشروع، الذي سيكون له وقع إيجابي على مستوى حماية كلميم من الفيضانات، 480 عاملا، من بينهم 44 إطارا من المهندسين والتقنيين المغاربة ذوي الكفاءة العالية، بصموا على ما يناهز 650 يوم عمل تحت إشراف وتتبع مستمر لوكالة الحوض المائي درعة وادنون.
وبخصوص هذا المشروع، أوضح عبد العاطي قيمي، مدير وكالة الحوض المائي درعة وادنون، أنه يأتي لتعزيز العرض المائي بجهة كلميم وادنون، ومواجهة التحديات التي تعرفها من حيث نقص الموارد المائية خلال الآونة الأخيرة، وفق تنفيذ سليم للأشغال تطبعه معايير الجودة.
وأضاف المسؤول ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس، أن التغيرات المناخية التي أصبحت ظاهرة عالمية لديها تأثير كبير على مستوى المنطقة، التي سجلت تعاقبا متتاليا لسنوات الجفاف، تليها سنة ماطرة بحمولات مهمة من المياه، مشيرا إلى أن سد فاصك سيكون من المنشآت المائية، التي ستلعب دورا أساسيا في تخزين مياه الأمطار التي يمكن استعمالها في فترة الجفاف.
وعن الأهداف المسطرة لسد فاصك الكبير قال قيمي إنه سيمكن من تنظيم عملية سقي مساحات شاسعة تقارب 10 آلاف هكتار في البداية، على أن ترتفع إلى 20 ألف هكتار مستقبلا من خلال نشر مياه الفيض التي تعرفها المنطقة، وتخزينها واستغلالها في الوقت المناسب وبطريقة معقلنة.
وأشار مدير الحوض المائي لجهة درعة وادنون إلى أن هذا السد سيلعب دورا أساسيا في تغذية الفرشة المائية المزودة لمدينة كلميم والجماعات المجاورة لها بالماء الصالح للشرب، وكذا تقوية نظم تزويد الساكنة من هذه المادة الحيوية بصفة منتظمة.
وأبرز المتحدث ذاته، في ختام تصريحه، أن مصالح الحوض المائي، بتنسيق مع الطاقم المشرف على إنجاز مشروع سد فاصك، رفعت مؤخرا وتيرة الأشغال، وضاعفت عدد ساعات العمل والآليات والتقنيات الحديثة المعتمدة قصد إنهاء الورش في وقته المحدد.
المصدر: وكالات