امتدت موجة الاحتفالات الجماهيرية ابتهاجاً بالتأهل التاريخي للمنتخب المغربي لكرة القدم، في الزمان والمكان، متجاوزة حدود المملكة؛ ودون أن تتوقف طيلة ليلة كاملة في أكثر من عاصمة أوروبية وعربية ومغاربية.
وحسب فيديوهات اطلعت عليها جريدة هسبريس الإلكترونية، انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي، ألهم فوز ومرور المنتخب المغربي لأول مرة في تاريخه الكروي إلى مربع نصف النهائي المونديالي مشاعر الملايين في القارة الإفريقية ودول الشرق الأوسط.
وعلى امتداد رقعة جغرافية ممتدة من دول الخليج والشرق الأوسط، مرورا بالعواصم المغاربية، تونس والجزائر وطرابلس وصولا إلى نواكشوط، وحّدت الانتصارات المغربية المتتالية في مسيرة فريق وليد الركراكي مناصري المنتخب المغربي الذين لم يبخلوا بتشجيعاتهم بصوت واحد، طامحين أن يرَوْا “بلدا عربيا متوَّجاً بكأس العالم فوق أرض عربية”.
موريتانيا.. مسيرات فرح ليلية
في العاصمة نواكشوط خرجت حشود غفيرة من المغاربة المقيمين بموريتانيا وسكانها، ليلة السبت- الأحد، في مسيرات عفوية ابتهاجا بفوز المغرب على البرتغال في “مونديال قطر 2022″، منتزعا بذلك بطاقة التأهل الأولى عربيا وإفريقيا.
وتوقفت المسيرات أمام السفارة المغربية بالعاصمة الموريتانية رافعة الأعلام المغربية بكثافة، في أجواء حماسية نقلتها وسائل الإعلام المحلية، التي أشارت إلى ترديد أهازيج وأنشودات تمجد المنتخب المغربي لكرة القدم، ونوّهت بأدائه البطولي والتاريخي.
بينما تمت متابعة المباراة الحاسمة أمام البرتغال في حفل في صالة كبرى للعرض، بحضور نواب ودبلوماسيين وإعلاميين وجمهور دَعته سفارة المغرب بنواكشوط.
ولم تقتصر الاحتفالات على العاصمة الموريتانية، بل شملت مدنا موريتانية أخرى احتفالا بفوز المغرب وتأهله التاريخي.
الجزائر.. النظام يتجاهل والشعب يحتفل!
“عُقدة العداء والحقد”، التي يتخذها النظام العسكري في الجزائر عقيدة في تعامله مع المملكة، كانت بادية منذ أولى مباريات دور المجموعات، من خلال منع بث أخبار فوز المنتخب المغربي على شاشة التلفزيون الوطني الجزائري خلال نشرات الأخبار، واستمرت رغم الإنجاز المونديالي لـ”أسود الأطلس” ضد “رفاق رونالدو” يوم السبت.
فيما اكتفت صحيفة “الشروق” الجزائرية بـ”خبر يتيم تضمن صياغة محتشمة” عن فوز المغرب، اختارت له في صيغتها الإلكترونية عنوان: “منتخب المغرب يحجز مقعدا في نصف نهائي المونديال”، دون إيراد تفاصيل كثيرة عن المباريات. أما وكالة الأنباء الجزائرية فلم تنشر خبر التأهل رغم عظمة الإنجاز الكروي للمغرب في أرقى بطولة عالمية.
وفي الوقت الذي تحاول وكالة الأنباء الجزائرية ووسائل الإعلام الرسمية التابعة لنظام العساكر، قدر المستطاع، “إخفاء” صوت “الأسود”، التي أسمعت زئيرها بقوة في سماء الكرة العالمية بمونديال قطر، بادر عدد من المواطنين الجزائريين بكل عفوية إلى التعبير عن أفراحهم مُجتاحين شوارع مختلف المدن للاحتفال بانتصارات “رجال وليد الركراكي”.
كما تسببت “ارتدادات” تأهل المغرب في إقالة الحكومة الجزائرية للمدير العام للتلفزيون الجزائري الرسمي، شعبان لوناكل، بعد بثه خبرا عن الموضوع.
الإعلام التونسي: المغرب فخر العرب
إذاعة “شمس إف إم” أوردت خبرا عن فوز المغرب وتأهله إلى نصف نهاية الكأس العالمية، واصفة ذلك بأنه “الإنجاز الأول من نوعه على المستويين العربي والإفريقي”؛ فيما نشرت “الشروق أونلاين” (الأكثر انتشارا في تونس) على “فايسبوك” صوراً لمواطنين تونسيين تجمهروا احتفالا بالتأهل المغربي وهم يتوشّحون بالعلم المغربي.
وكتب المنبر الإعلامي التونسي ذاته “يواصل المنتخب المغربي مسيرته المتألقة بعد 5 مقابلات لم يَقبَل خلالها أي هدف، وانتصر في أربع منها، وتعادل في واحدة، وهي أرقام تؤكد قيمة ما حققه هذا المنتخب على مستوى عالمي”؛ خاتما بالتعبير عن متمنياته بالتوفيق: “هنيئا للمنتخب المغربي وحظا أسعد في ما تبقى له من المسابقة”.
وفي عددها ليوم الأحد 11 دجنبر الجاري، أشادت يومية “الشروق” التونسية بإنجاز “أسود الأطلس” عبر عنوان عريض تصدّر صفحتها الأولى: “المغرب.. فخر العرب”، مع صورة تُظهر احتفال المهاجم يوسف النصيري، مسجل هدف التأهل، مع اللاعبيْن حكيمي والياميق. وأضافت “أزاح البرتغال وترشّح إلى نصف نهائي المونديال”.
“بونو أول حارس إفريقي يحافظ على نظافة شباكه في 3 مباريات بالمونديال”، تؤكد منابر إعلامية تونسية أشادت في مقالات أخرى باحتفال المهاجم سفيان بوفال مع أمّه بعد نهاية المباراة، معتبرة أن “المغرب يكتب صفحة جديدة في تاريخ الكرة الإفريقية والعربية”.
ليبيا.. احتفال بطعم خاص
أجواء ليبيا لم تشذ عن باقي الدول العربية والمغاربية، إذ ضجّت عاصمتها طرابلس بالاحتفالات والهتافات بعد فوز المنتخب المغربي على نظيره البرتغالي، مع “نكهة خاصة” أضفاها الليبيون على التأهل العربي الأول إلى نصف النهائي، من خلال مشاركة صور المهاجم المغربي زكرياء أبوخلال، المولود بهولندا عام 2000 من أب ليبي وأمّ مغربية.
وحظيَ اللاعب ذاته بإشادة وسائل الإعلام الليبية وشغف كبير من طرف رواد مواقع التواصل، الذين تناقلوا صوره بكثافة بعد نهاية مباراة البرتغال. ويعود تألق نجم المهاجم المغربي، ذي الأصول الليبية، في المونديال خلال المواجهة الحاسمة في ثاني جولات دور المجموعات أمام المنتخب البلجيكي، بعدما أمَّن نتيجة الفوز عبر هدف ثان.
موقع قناة “ليبيا الأحرار” عنوَن خبر التأهل: “المغرب تتخطى البرتغال وتُحقق تأهلا تاريخيا لنصف النهائي”، مؤكدا أن “هدف النصيري صمَد لغاية نهاية المباراة، وكان كفيلا بمنح المغرب والعرب فرحة استثنائية بالوصول لمربع الكبار”.
المغرب ينثر “السعادة” عالميا
في سياق متصل، أكد الصحافي الإيطالي دومينيكو ليتيزيا أن المغرب، الذي يعد نموذجا لتعزيز السلام والتسامح، يوحد أصوله متعددة الثقافات حول إنجازه الكروي التاريخي في مونديال قطر خالقاً بذلك السعادة في دول عديدة.
وأوضح الصحافي باليومية الإيطالية “لا راجيوني”، في تصريح إعلامي، أن “المسلمين والعرب واليهود والأفارقة يفرحون ويحتفون بالمسار الرائع لأسود الأطلس في كأس العالم”، مشيرا إلى تميّز المغرب كأرض للتعايش والتسامح بين المسلمين وأتباع الديانات الأخرى”.
وتابع قائلا: “هذا النموذج من العيش المشترك بين الأديان المختلفة ساعد المملكة في الحفاظ على أصولها متعددة الثقافات”، قبل أن يضيف أن “المغرب وحّد الشعبيْن الفلسطيني والإسرائيلي اللذين احتفلا بفرحة انتصارات المنتخب الوطني”.
يشار إلى أن رؤساء دول وسياسيين ووسائل إعلام دولية وشخصيات رياضية من جميع أنحاء العالم أشادت بأداء “أسود الأطلس” في المونديال.
المصدر: وكالات