قال الدكتور عمرو خالد إن الإحسان هو حقيقة الإسلام وتجسيد له؛ لأنه يجمع المادة والروح “يبدأ روحيا وينتهي حياتيا”، وهذه ميزته عن الأديان الأخرى، لأنه يجمع بين الاثنين من خلال فكرة الإحسان “رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَة وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَة”، “فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ”.
جوائز الإحسان
أضاف الداعية الإسلامي، في الحلقة الحادية والعشرين من برنامجه الرمضاني “الفهم عن الله”، أن الله تعالى جعل ثلاث جوائز للإحسان رائعة لم يعط جوائز مثلها إلا للمحسنين، “هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ، “”إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلا”.
وأوضح أن الإحسان هو أكثر صفة ربنا يحبها ذكرت في القرآن 7 مرات “فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ”، وبها يتحقق ما ورد في الحديث القدسي “إن الله تعالى إذا أحب عبدا دعا جبريل، فقال: إني أحب فلانا فأحببه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء، فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض”.
المظلة والجامع لكل المعاني الروحانية
وعرّف خالد الإحسان بأنه المظلة والجامع لكل المعاني الروحانية التي يمكن أن تشعر بها مع الله في كل حياتك.. لماذا؟، لأن كل معنى روحي لا يتم إلا بفكرة الإحساس بالله كأنك تراه.
وأوضح: “أفضل ذكر عندما تذكره كأنك تراه. أقوى دعاء مستجاب عندما تدعو كأنك تراه، وأخشع صلاة عندما تصلي كأنك بين يديه تكلمه، أعمق قراءة للقرآن عندما تقرأ كأنك تسمع الله يكلمك الآن، وتقيم الليل معه وحده، وتصوم خالصا له”.
وبيّن الداعية الإسلامي أن المنازل السبع مصدرها والدافع لها والمحفز عليها هو الإحسان، وهي تزيد إحساسك بالله كأنك تراه فتزيد الإحسان في قلبك.
حلاوة الروحانيات
أردف عمرو خالد: “كلما ركزت في الإحسان زادت حلاوة الروحانيات وكلما زادت الروحانيات زاد معنى الإحسان، حتى تصل أن يكتبك عنده كما في القرآن”، مشددا على أنه “لا زيادة من عطاء الله في القرآن إلا المحسنين “وسَنَزِيدُ المُحْسِنِينَ” 34 مرة في القرآن “لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ”.
وقال الداعية الإسلامي إن “الإحسان هو تفعيل إحساسك لأنك من مادة وروح، وهو ضروري لدينك ودنياك، لأنك ترى الله ولا تنتظر أي شيء من أحد، “وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ”.
ست علامات للإحسان
كشف خالد عن ست علامات تعرف بها درجة إحسانك تغطي المحاور الثلاثة للإحسان؛ “لأنك لو متدين جدا وأخلاقك سيئة، فأنت لست بمحسن، لو إتقان 100 في المائة وروح صفر أنت لست بمحسن”.
وهذه العلامات الست، كما يبين الداعية الإسلامي، هي:
أولا – روحي: إذا صار ورد الذكر جزءا لا يتجزأ من يومك وأسبوعك وحياتك، لأنه يزيل الحجب.. كم بيننا وبين العرش؟
ثانيا – في القرآن: “إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ”.
ثالثا – أخلاقي: حب العطاء والإنفاق، باقي الآية “إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ” في أموالهم.
رابعا – أخلاقي: صار حسن الخلق طبيعة فيك بصرف النظر عن ردود فعل الناس، إذا استوى في جمال أخلاقك وحسن خلقك مدح الناس وذمهم،
وفاء أو جحود،.. كيف أعرف أني محسنا يا رسول الله؟ سل جيرانك.
خامسا: حياتي: (إتقان) إذا كان إخراج أفضل ما عندك (60 في المائة – 70 في المائة) قرار وطريقة حياة، عادة، أفضل نسخة، حتى إحسانك لنفسك 70 في المائة الشكل والمظهر وحب نفسك.
سادسا: روحي: إذا صارت المنازل السبعة محور حياتك تعيش وتفكر بها وتتصرف بها.
وختم خالد بذكر القاعدة الحادية والعشرين من قواعد “الفهم عن الله”، وهي: ست علامات للإحسان: ذكر وقيام وصدقة وحسن خلق وإتقان وعيش بالمنازل السبع.
المصدر: وكالات