قضى العشرات من المواطنين المنتمين إلى دواوير تابعة لجماعة تفني بإقليم أزيلال ليلتهم في العراء بمحطة للوقود نواحي قلعة السراغنة، بعدما قطعوا حوالي 50 كيلومترا في مسيرة احتجاجية مشيا على الأقدام نحو عمالة قلعة السراغنة، بهدف تحقيق مطالب اجتماعية تخص بناء وإصلاح الطرق وتحسين وضعية التعليم والصحة وإيلاء الاهتمام للفلاح الصغير بالمنطقة.
وشارك في هذه المسيرة الاحتجاجية، التي انطلقت الثلاثاء، سكان دواوير عديدة؛ منها تيسناس، أورز، اكلاسن، آيت سرغينت، آيت عوانت، التابعة لجماعة تفني التي تبعد بحوالي 30 كيلومترا على دمنات بتراب إقليم أزيلال، وفق ما أورده عمر الكتي، رئيس جمعية تيزي للتنمية الفلاحية والتضامن الاجتماعي ورئيس اتحاد جمعيات آيت ماتن بجماعة تفني قيادة إمي نفري دائرة ولتانة عمالة إقليم ازيلال.
ويطالب المشاركون في المسيرة المنتمون إلى دائرة ولتانة قيادة إمينيفري إقليم أزيلال بتشكيل لجنة موسعة للخروج إلى عين المكان للاطلاع على معاناة سكان دواوير تفني التي ظلت تعاني من الإقصاء والتهميش والنسيان لما يزيد عن نصف قرن، وفق ما أورده الناشط الجمعوي ذاته في تصريح خص به هسبريس.
ويروم المحتجون، الذين كان من ضمنهم مسنون يتجاوز أعمار بعضهم 80 عاما، إيصال أصواتهم إلى الجهات المختصة بهدف العمل على بناء وإصلاح مقطع طرقي يمتد على مسافة 29 كيلومترا؛ بالنظر إلى ما له، تبعا للمصدر، من دور فعال في تحريك الاقتصاد المحلي وتحسين ظروف العيش الكريم للسكان وفك العزلة بمختلف أشكالها عن المنطقة والمساهمة في بناء الإنسان عبر انفتاحه على المحيط.
كما يشدد المتضررون على ضرورة تحسين قطاع الصحة بالمنطقة من خلال تأهيل وإعادة الاعتبار لمستشفى القرب بايت أمليل، الذي يستهدف سكان حوالي 16 جماعة ترابية وعدد من سكان بلدية دمنات والذي أضحى مجرد بناية تحمل اسم مستشفى إقليمي أو محطة للعبور تُوجه المرضى نحو مدن أخرى عن المنطقة كمراكش (100 كيلومتر) أو أزيلال (74 كيلومترا) أو قلعة السراغنة (65 كيلومترا)، وفق ما أورده عمر الكتي ضمن تصريحه لهسبريس.
وحسب الناشط ذاته، فالمسيرة ترمي إلى تحسين وضعية التعليم بالمنطقة للحد من الهدر المدرسي خاصة في صفوف الفتيات وتوفير وسائل النقل المدرسي مع بناء وإصلاح الطرق لها وضمان استفادة المتعلمين من الداخلية، وخاصة أبناء الفئات الهشة المنحدرين من الجماعة الترابية التي تضم 57 دوارا، وإعطاء العناية اللازمة للفلاح الصغير حتى لا تكون هناك هجرة قروية، وتبسيط مساطر البناء بالمناطق الجبلية وتنظيم زيارة للمنطقة من طرف عامل الإقليم للاطلاع عن حجم المعاناة.
للجماعة رأي آخر
في معرض تصريحه لهسبريس بشأن مطالب المحتجين، أبرز مروان عبد المالك، رئيس جماعة تفني، أن باب مكتبه مفتوح لجميع سكان تفني بغض النظر عن مواقعهم ومواقفهم، معبرا عن أسفه لكون مطلب الحوار جاء بعد تنظيم المسيرة الاحتجاجية وليس قبلها؛ ما يعكس حقيقة هذه الاحتجاجات.
وأردف الرئيس أن مطلب المقطع الطرقي المذكور كان موضوع مبادرة من محمد عطفاوي، عامل إقليم أزيلال، الذي راسل رئاسة المجلس بتاريخ 10 غشت الجاري من أجل تمكينه من الدراسة المتعلقة بكل المقاطع الطرقية بالجماعة وليس بمقطع دون آخر.
وأردف المسؤول ذاته: “هناك جهة معينة علمت بمبادرة عامل الإقليم وترغب في الركوب عليها”، نافيا ما جاء بشأن عزلة عدد من الدواوير بتراب الجماعة، مؤكدا أن المجلس الجماعي خصص ما يناهز 200 ألف درهم لمكتب للدراسات خلال دورة ماي الأخيرة لتشخيص الدواوير ذات الأولوية حيث تم اعتبار الطريق المذكورة من ضمن الأولويات.
وبشأن موضوع التعليم والنقص الحاصل على مستوى الحجرات الدراسية والبنايات، أكد مروان عبد المالك أن جميع الدواوير التابعة لتراب جماعة تفني تتوفر على أقسام وحجرات دراسية، ومع ذلك فإن المجلس الجماعي ومعه باقي الشركاء والساهرين على القطاع يولون اهتماما للموضوع بهدف توفير المزيد من الأقسام تماشيا مع النمو الديمغرافي المتزايد.
وعبر الرئيس عن أمله في أن يتم تحسين القطاع الصحي وأن تعمل الجهات المعنية على تأهيل مرافقه وتعزيزها بالموارد البشرية من أجل الحد من معاناة المرضى الذين يتم توجيههم في غالبا الأحيان نحو المستشفى الإقليمي لأزيلال ومراكش وقلعة السراغنة للاستشفاء.
جدير بالإشارة أن أغلب الذين صرحوا لجريدة هسبريس الإلكترونية أشادوا بدور السلطات المحلية والدرك الملكي والقوات المساعدة وكل الذين واكبوا شكلهم الاحتجاجي، كما عبروا عن أملهم في زيارة لعامل الإقليم للمنطقة وأشادوا بدعوته لهم للحوار خلال اليوم الأربعاء.
المصدر: وكالات